بقلم : جهاد الخازن
البطريرك الماروني بشارة الراعي حمَّل الفلسطينيين المسؤولية عن الحرب الأهلية في لبنان التي بدأت سنة 1975 واستمرت حتى 1990.
لسنا في العصور الوسطى ولا حق لرئيس طائفة دينية أن يتحدث في السياسة كأن له دوراً فيها. البطريرك الراعي يستطيع أن يرعى طائفته أو يرعى غنماً إذا شاء، إلا أنه لا يجوز أن يخوض في مواضيع سياسية ساخنة، فلا يكشف سوى وقوفه مع جانب ضد الآخر.
هو نسي، أو تناسى، أن الحرب الأهلية بدأت بعد أن قتل رجال ميليشيات من طائفته حوالى 30 فلسطينياً في مكمن لباص (بوسطة) في عين الرمانة، وأبناء طائفته هم الذين هاجموا مخيم تل الزعتر وقتلوا كل مَنْ استطاعوا الوصول اليه. أقول له إنني كنت حاضراً عندما زار الإمام موسى الصدر، مع أحد آيات الله من إيران، الدمار في تل الزعتر وسارا نحو نهر بيروت حيث قال الإمام لضيفه إن المسلحين قتلوا اللاجئين الفلسطينيين وهم يحاولون الشرب من ماء النهر. الضيف قال إن هذا ما تعرض له الإمام الحسين وأغمي عليه والإمام حمله ثم أخذه منه المرافقون.
الحرب الأهلية بدأها حزب الكتائب الماروني بقيادة بشير الجميل. أخوه الرئيس أمين الجميل كان بريئاً من الحرب، وأعتقد أن سمير جعجع أيضاً بريء من صبرا وشاتيلا فهو كان قائداً للقوات في الشمال في ذلك الوقت. عندي كل الاحترام للطائفة المارونية، ولكن أسجل حقيقة عاصرتها.
البطريرك الراعي غمز أيضاً من قناة «حزب الله» معترضاً على دخوله الحرب في سورية من دون إذن من السلطات اللبنانية. أنا سجلت في هذه الزاوية اعتراضي على دخول «حزب الله» الحرب في سورية، وكان سببي المسجل أيضاً أن مقاتلي الحزب مهمتهم الوقوف في وجه إسرائيل وحماية بلدهم. البطريرك ينسى، أو يتناسى مرة أخرى، صمود «حزب الله» في وجه إسرائيل، فمع اعتراضي الشخصي على مواقف كثيرة لـ «حزب الله» إلا أنني أؤيده ضد إسرائيل وهذه نقطة لم تخطر للبطريرك ببال.
أفضل مما سبق سامر سعيد خوري الذي بنى أبوه وحسيب الصباغ الشركة الهندسية سي سي سي، إحدى أكبر الشركات العربية وأنجحها. هو الآن يقود حملة للبناء في بيت لحم، تشمل فندقاً فخماً ومواصلات مع إصلاح الطرق والمباني المتداعية. العائلة لها أيضاً جمعية خيرية.
لا أستطيع في مثل هذه العجالة أن أذكر أسماء كل رجال الأعمال العرب الذين يفعلون الخير بصمت، ولكن أذكر الدكتور عاكف مغربي الذي أرسل أطباء وتبرع بنظارات طبية لسكان غزة، وفعل ذلك من منطلق الخير لا الدعاية الشخصية. ومثل ذلك المؤسسة الخيرية التي يرأسها الأخ عمرو الدباغ، فعملها الخيري يتجاوز المنطقة العربية الى الشرق الأقصى وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
لا أنسى اليوم المحامية البريطانية اللبنانية أمل كلوني، فهي نذرت نفسها للدفاع عن حقوق الإنسان، وقد خطبت أخيراً في الأمم المتحدة وناشدت حكومة العراق والأمم المتحدة والدول الأعضاء العمل لوقف أعمال إبادة الجنس التي تمارسها الجماعة الإرهابية «داعش»، وأيضاً أعمال الاغتصاب وهدم الآثار.
بعض الميديا الغربية يتجاوز كلمات أمل ليركز على ثيابها، وأيضاً على ظهور علامات الحمل عليها (هي زوجة جورج كلوني، وابنة زميلتنا الصديقة بارعة علم الدين).
أنتقل الى عضو الكونغرس ستيف كنغ فهو عنصري له مواقف ضد اللاجئين واعتراضات على ديموغرافية الولايات المتحدة. قال في تغريدة له أخيراً إن «خيرت فيلدرز يفهم أن الثقافة والديموغرافية مصيرنا. نحن لا نستطيع أن نستعيد حضارتنا بأولاد الآخرين». هو يتحدث هنا عن أطفال اللاجئين، أو الناس من أصول لاتينية أميركية. بلده قام على اللاجئين من أوروبا.
كانت هناك ردود فعل صريحة تعارض عنصرية ستيف كنغ، ولا أعتقد أنه تعلم درساً وتاب، فهو من نوع فيلدرز ودفاعه عنه يجعله عنصرياً آخر من أعداء الإنسانية.