أعرض على القراء اليوم ثلاثة كتب، قرأت واحداً منها، وقرأت عن الاثنين الآخرين وقررت ألا أشتريهما.
أحقر كتاب رأيته منذ سنوات هو: «قرآن محمد: لماذا يقتل المسلمون من أجل الإسلام»، من تأليف بيتر ماكلولن وتومي روبنسون. العنوان لا يقول نبي الله، أو النبي العربي.
المؤلفان يسألان لماذا الإرهاب في الغرب تمارسه أقلية صغيرة من السكان المسلمين؟ ولماذا يفعلون ذلك إذا كان السياسيون ورجال الكنيسة يصرون على أن الإسلام دين سلام؟ مثل هذين السؤالين يتردد في كل بيت والكتاب يجيب عنها.
المؤلفان يقولان أن الإسلام دين حرب وأن النخب المثقفة في الغرب عندها الدليل على ذلك عبر المئة وخمسين سنة الماضية، وأن هذه النخب منذ إرهاب 11/9/2001 لا تجرؤ على معالجة المشكلة. وهكذا فالمشكلة مع الإسلام زادت سوءاً كل سنة منذ تسعينات القرن الماضي وهذا سيستمر حتى يفهم الناس طبيعة الإسلام.
عبر 150 سنة مضت، كان هناك الاستعمار البريطاني الوحشي. والكتاب كله حقير مثل كاتبيه، والقرآن الكريم يقول: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، ويكمل قائلاً: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم (سورة التوبة، الآية 5). مثل هذا غير موجود في التوراة.
وعندي كتاب آخر لن أقرأه هو «يروشاليم» من تأليف نير هاسون ومراجعة أبراهام بيرغ، أي أن الكاتب والمراجع يهوديان، وربما كان الكتاب منصفاً في بعض فصوله.
الكتاب يبدأ بقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في 12/6/2014، ويكمل بقتل إسرائيليين أو مستوطنين الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير في 2/7/2014 مع أنه بريء ولا علاقة له إطلاقاً بالمراهقين الإسرائيليين.
لم أستطع أن أكمل، فالقدس هي القدس العربية التي طرد الخليفة عمر بن الخطاب اليهود منها قبل 1400 سنة وسلمها لسكانها من النصارى بقيادة البطريرك صفرونيوس.
لا آثار في القدس تؤيد مزاعم اليمين اليهودي أنها عاصمتهم قديماً أو حديثاً. كان هناك يهود، لكن لا مملكة أو جيش أو أنبياء. تعاقب على حكم القدس غزاة وعندما طرد العرب المسلمون البيزنطيين من المشرق العربي عادت القدس إلى السيادة العربية، ولا أقبل كمواطن عربي أي مزاعم عن حق اليهود في القدس فقد سكنها الغساسنة العرب، والنابغة الذبياني زار ملوكهم وتحدث عن سكناهم في «بيت الله» وأن دينهم قويم.
أكمل بكتاب أفضل مما سبق هو رواية «حريق في البيت» من تأليف كاميلا شمسي التي كبرت في كراتشي، وهي تقيم في لندن ولها عدد من الروايات وقد رشحت غير مرة لجوائز.
الرواية الجديدة تتحدث عن أسما، وهي أيضاً باكستانية تعيش في لندن وتستعد للذهاب إلى الولايات المتحدة لدراسة علم النفس في كلية إمهرست في مساتشوستس، والقصة تدور بين البلدين فقد تركت أسما أختيها التوأمين أنيقة وبارفيز في لندن بعد موت والدهن الجهادي في قاعدة باغرام بأفغانستان.
الرواية تتحدث عن علاقة غرام أنيقة وإيمون الوسيم وهو ابن وزير الداخلية كرامات لوني، وهذا من أصل مسلم. شمسي تنصف العاشقين، وهناك بعض اللفتات الباسمة لتخفيف وطأة الحوادث.
أكتب قبل أن أنهي الرواية فأنا على سفر، وقد قرأت خمسة من الفصول السبعة وسأنهي الرواية بعد أن أنضم إلى أسرتي في لبنان أو جنوب فرنسا.
ربما كان القارئ أكثر صلابة أو عزماً مني ويريد أن يقرأ الكتابين الأولين اللذين تحدثت عنهما. أنا اخترت تركهما ووجدت متنفساً في رواية كاميلا شمسي فشكراً لها.