أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في خطر، والخطر ليس جديداً، فعمره عقود أو مئات السنين، والفلسطينيون يُقتَلون كل يوم، فربما جاء يوم ولم يبقَ منهم في بلادهم غير مرضى مسنين وعملاء.
إسرائيل قتلت ألوف الفلسطينيين والعرب الآخرين في حروب شنتها عليهم، وأسبابها كاذبة ومن حجم كذبة أن إسرائيل وُجِدَت يوماً في بلادنا. كان هناك يهود ولكن لا دولة أو مملكة إطلاقاً. والحرم الشريف يكاد يسقط من الحفر تحته ولا هيكل أول أو ثاني أو ثالث.
نعرف أن 2200 قُتِلوا في حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014، وحكومة الإرهابي بنيامين نتانياهو تهدد بحرب أخرى على «حماس» سببها الوحيد في كتابي الشخصي توفير فرصة جديدة لقتل بضعة ألوف من الفلسطينيين.
القدس لنا مثل فلسطين كلها والغزاة من الوقاحة أن يجاهروا برأيهم عن بناء معبد (رابع؟) بل هدم الحرم الشريف الذي تديره الأوقاف الإسلامية منذ 1967، وهي شريكة مع الكنائس المسيحية في مواقف واحدة ضد الاحتلال وجيشه والمستوطنين النجسين.
مَنْ يريد تدمير المسجد الأقصى وبناء حرم يهودي مكانه، كلهم من نتانياهو إلى وزرائه من نوع أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت وغيرهم.
وقعت على مقال يحدد بعض قادة الحملة. بين هؤلاء إيلي بن داهان، نائب وزير الدفاع وهو من حزب «بيت يهودي»، وقد دفع 12 ألف دولار لمؤسسة الهيكل ويؤيد علناً تدمير المواقع الإسلامية وبناء معابد يهودية مكانها.
أيضاً تزيبي هوتوفلي، نائب وزير خارجية نتانياهو التي «تحلم» بعلم إسرائيلي يرتفع فوق الحرم الشريف الذي تصر على أنه «جبل الهيكل» غير الموجود.
زيف إيلكين، وزير شؤون القدس، يقول إن السيطرة الكاملة على الحرم الشريف يجب أن تكون السياسة الوطنية لإسرائيل، ويزعم أن حرية الإسرائيليين لا تكتمل من دون ذلك.
أورين هازان، وهو عضو كنيست من ليكود، يقول إنه إذا أصبح رئيساً للوزراء فسيبني معبداً في مكان المسجد الأقصى، وهو ينتمي إلى جماعة «طلاب من أجل المعبد» ويهدد بتدمير الآثار الإسلامية.
في سوئه أو أسوأ يولي أدلستين، رئيس الكنيست الذي صرح علناً بأن عمله يقود الإسرائيليين إلى جبل الهيكل المزعوم.
ميري ريغيف من ليكود أيضاً وهي وزيرة الثقافة، وترى أن على إسرائيل أن تنفذ في الحرم الشريف شيئاً شبيهاً بما فعلت في الخليل. لا آثار في الخليل، بل مزاعم كاذبة، مثل هذا قول وزير الأمن جيلاد أردان إن حق إسرائيل في جبل الهيكل «لا يتزعزع». وأقول إن اليهود الأشكناز ليسوا يهوداً أصلاً.
وأتمنى أن أرى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون لأبصق عليه، فهو يريد أن يصلي اليهود في المسجد الأقصى.
مثل كل مَنْ سبق أو أسوأ إيليت شاكيد، وزيرة العدل، ويوري آرييل، وزير الزراعة، واسحق اهارانوفيتش، وهو وزير أمن سابق أي قاتل، ويهيل هيليك بار، نائب رئيس الكنيست.
عضو الكنيست السابق مايكل بن- آري يقود جماعة من المحرضين على هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل يهودي مكانه، وبعض الأعضاء وزراء سابقون وبينهم أعضاء حاليون في الكنيست.
مرة أخرى الحرم الشريف في خطر ودعوات هدم المسجد الأقصى يرددها اليمين الإسرائيلي كل يوم، وقد جرِح حوالى 300 مصلٍ في هجوم لقوات الأمن الإسرائيلية حول المسجد الأقصى وكان بينهم إمام المسجد الشيخ عكرمة صبري.
مرة أخرى لن تكون أخيرة، أصر على أن لا آثار يهودية في القدس أو فلسطين كلها. كان هناك يهود في بلاد عربية كثيرة، لكن ممالكهم لم تدم، وما ينشرون كذب في كذب، يؤيده الكونغرس الأميركي.
الأمة بدأت تستفيق للخطر على القدس والحرم الشريف، وأرجو ألا تعود إلى النوم كما فعلت في مرات سابقة.