بقلم جهاد الخازن
كيث اليسون، وهو عضو مسلم في مجلس النواب الأميركي، رشح نفسه لرئاسة اللجنة الديموقراطية الوطنية، ولقي تأييداً من بعض أركان الحزب، إلا أنه فتح أيضاً أبواب الشر على نفسه، فكيف يجرؤ أول عضو مسلم يدخل الكونغرس على أن يرشح نفسه لمنصب قيادي.
اليسون ضمن لنفسه تأييد زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السناتور هنري ريد، وخليفته المحتمل السناتور تشاك شومر، وهذا يهودي من نيويورك. أيدته أيضاً السناتور اليزابيث وارن، زعيمة الجناح التقدمي في الحزب، والسناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت الذي نافس هيلاري كلينتون على الترشيح للرئاسة عن الحزب الديموقراطي، وساندرز يهودي أيضاً.
السناتور شومر قال إنه يؤيد اليسون لرئاسة الحزب وزاد أنه بحث معه في «وجهات نظره إزاء إسرائيل، ومع وجود خلاف بيننا إزاء بعض النقاط فإن اليسون نظّم أكبر حملة في الحزب تأييداً لإسرائيل، وقد وعد بأن يظل يفعل إذا أصبح رئيس اللجنة الديموقراطية الوطنية».
يفترض أن يحسم كلام شومر الموضوع، إلا أن أنصار إسرائيل لا يستحقون صفتهم كعنصريين متطرفين ينتصرون لدولة الجريمة، إذا لم يحاولوا تلطيخ سمعة النائب اليسون. هم عادوا الى ماضيه واتهموه بالانتصار لجماعة أمة الإسلام ورئيسها لويس فرخان. هو فعل يوماً، إلا أنه عاد ودان تطرف هذه الجماعة، وعصابة الحرب والشر اختارت موقفه القديم لا موقفه الحالي.
أريد قبل أن أكمل أن أذكر القارئ بنوع الناس الذين تؤيدهم عصابة الحرب والشر الليكودية. هناك الرئيس المنتخَب دونالد ترامب وعنصريته معروفة، إلا أنني أختار أن أحكي للقارئ كيف واجه هو ووالده المحكمة يوماً بتهمة انتهاك قانون الإسكان العادل (أو المنصف)، فالموظفون عنده كانوا يضعون حرف C أمام طالبي السكن من السود تمهيداً لإيجاد الأعذار حتى يمنعوا من الحصول على السكن المطلوب. هذا العنصري الذي سيصبح رئيس الولايات المتحدة الشهر المقبل رد على اعتقال خمسة من السود والأصل اللاتيني اتّهموا باغتصاب امرأة بيضاء بنشر صفحات من الإعلانات في صحف نيويورك تطالب بفرض عقوبة الإعدام. الخمسة دينوا ثم برأتهم المحاكم ونالوا تعويضات، واعتبر ترامب التبرئة «عاراً».
ترامب اختار لمنصب المدعي العام (وزير العدل) السناتور جيف سيشنز المتَّهَم بالعنصرية والى درجة أنه رُفِضَ لمنصب قاضٍ أيام رونالد ريغان.
أفضل من ترامب وسيشنز ألف مرة رئيس لوبي ج ستريت جيريمي بن-امي، وهو يهودي كتب مقالاً يدافع فيه عن كيث اليسون، ويقول إنه سافر معه الى إسرائيل والشرق الأوسط وقابلا زعماء إسرائيليين وفلسطينيين، وكان رأي اليسون أنه يؤيد حق الفلسطينيين في دولة مستقلة إلا أنه يؤيد كذلك حق تقرير المصير لليهود ويريد أن تكون إسرائيل آمنة على نفسها وديموقراطية.
هذا لا يناسب عصابة ليكود الأميركية وهي هاجمت السناتور شومر لأنه أيد اليسون، وتناست أنه يهودي ملتزم. كذلك هاجم نصير لإسرائيل اسمه ديفيد غرينفيلد في موقع ليكودي اليسون لأنه قال إنه يريد أن يصبح المسلمون الأميركيون ممثلين في مبنى الكابيتول ولاعبين في السياسة الأميركية.
المجلات الليكودية أيضاً هاجمت اليسون، ومجلة «ناشونال ريفيو» قالت إنه مشكلة، وأراه مشكلة للعنصريين.
أجد حملات ليكود أميركا على اليسون شهادة له، وأرجو أن أرى آخرين يتبعونه والنائب المسلم الآخر اندري كارسون الى مجلسي النواب والشيوخ ليمثلوا المسلمين الأميركيين خير تمثيل.