سورية التي عرفتها صغيراً كبيراً
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

سورية التي عرفتها صغيراً كبيراً

 فلسطين اليوم -

سورية التي عرفتها صغيراً كبيراً

بقلم : جهاد الخازن

كنت أعرف بلدة صيدنايا قرب دمشق، بلدة جميلة ترتفع حوالى 1400 متر فوق سطح البحر، وتضم أكثر من 20 ديراً و40 كنيسة يقصدها الحجاج والسياح من بلادنا ومن حول العالم لأن شهرتها أكبر كثيراً من حجمها.

قبل أيام قرأت أن النظام أعدم في سجن صيدنايا حوالى 13 ألف شخص بين 2011 و2015 وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية.

هل هذا صحيح؟ هل هو ممكن؟ زرت صيدنايا غير مرة في أيام السلم الأهلي، فهي قريبة من دمشق، وهناك مواقع سياحية ومطاعم وغيرها، ولم يخطر لي إطلاقاً أنها تضم سجناً وأن ألوف السجناء سيُعدمون فيه من دون محاكمة.

كنت أعتقد أنني أعرف سورية بلداً وشعباً، فهي بلدي مثل لبنان والأردن وفلسطين، وكم زرت معرض دمشق صغيراً، وكم أكلت في مطاعم الغوطة مع الأهل والأصدقاء، وكم توقفنا في بلودان حيث الزائر يستطيع أن يرى من التلال فوقها بعلبك وقرى شرق لبنان.

كنت مدعواً إلى ألفية مار مارون في حلب، ووصلت متأخراً إلى مطار دمشق، وكانت سيارة رسمية بانتظاري لأنتقل إلى حلب. على الطريق توقفت في حمص وتفرجت على نواعير حماة، ورأيت حلب كما عرفتها دائماً بسورها وأسواقها وآثارها.

دمشق وحلب وجبيل في لبنان من أقدم مدن العالم على الإطلاق. وفي حين أن جبيل تعرضت لغزو وهُجِرَت أحياناً، فإن دمشق بقيت عامرة بأهلها ألفية بعد ألفية فهي محاطة بالماء والأراضي الزراعية، وكل ما تشتهي العين.
نمت مرة مع أصدقاء في الجامع الأموي، لأن الفندق الذي اخترناه كان يملأه البق، وكنت إذا رافقت أمي صغيراً إلى الأردن، حيث كان لنا أرزاق، نتوقف في دمشق، أما في طريق الذهاب أو العودة، والوالدة تعرف ما تشتري من سوق الحميدية أو الشارع المستقيم أو غيرهما. هل يعرف القارئ أن فستان الملكة إليزابيث الثانية في حفلة تتويجها سنة 1953 كان مصنوعاً من حرير دمشقي؟

وسؤال آخر للقارئ: هل زار بصرى الشام (اسكي شام) أو تدمر يوماً؟ إذا فعل فقد كسب، وإذا لم يفعل فهو وأنا قد نموت ولا نرى هذه أو تلك لأن الوضع السوري من سيئ إلى أسوأ، ولا سبب لتوقع أي انفراج.

ألف قصيدة قيلت في مدح دمشق وأهلها، ولعل هناك اليوم مراثي لم تصل إليّ بعد. عندي من أخبارها في الكتب القديمة «الروض المعطار في خبر الأقطار» للحميري، تحقيق أستاذي إحسان عباس، و «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» للشريف الإدريسي، و «معجم البلدان» لياقوت الحموي، و «مروج الذهب ومعادن الجوهر» للمسعودي. عبدالله بن أحمد الكاتب له في دمشق قصيدة طويلة أختار منها:

سقى الله ما تحوي دمشق وحياها / فما أطيب اللذات فيها وأهناها
إذا ذكرتها النفس حنّت لذكراها / وإن ذكرتها العين حنّت لرؤياها
ما دار في الخلد أبداً أن تصبح سورية الحبيبة مسرح قتال وموت، ولن أبكي ولن أحاول استدرار دمع القارئ، وإنما أتذكر أننا كنا في طريق العودة إلى بيروت نشتري الفاكهة من بائعين على الطريق، تين وعنب وسفرجل وغيرها، وربما بعض الخضار، والأسعار دائماً أقل منها في لبنان. هل آكل البوظة (جيلاتي) يوماً عند بكداش في سوق الحميدية أو أرى التحف المحلية الصنع في الشارع المستقيم؟ هل أزور مطاعم قاسيون المطلة على دمشق؟ كنت أعتقد أن العمر هناء وصفاء ورواء. لكن علمت شيئاً وغابت عني أشياء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية التي عرفتها صغيراً كبيراً سورية التي عرفتها صغيراً كبيراً



GMT 13:50 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر عربي قديم للقارئ

GMT 17:11 2020 الإثنين ,10 آب / أغسطس

ترامب سيخسر انتخابات الرئاسة الاميركية

GMT 21:34 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

الصين وايران قرب اتفاق كبير

GMT 14:38 2020 الثلاثاء ,04 آب / أغسطس

الرئيس ترامب في وادٍ وبلاده في وادٍ آخر

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday