بقلم جهاد الخازن
الميديا الأميركية لم تستفق بعد من كابوس فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية. هو عند غالبية منها نصاب كذاب، نهّاب غير وهّاب، ومن دون أدب أو آداب.
مقالي اليوم كله من هذه الميديا، وأحتفظ بالمادة التي توكأت عليها. أقرأ لوكالة الاستخبارات المركزية تقريراً يزعم أن الروس تجسسوا على وثائق رسمية أميركية، إلا أنها أخرت إعلان ذلك الى ما بعد الانتخابات حتى لا تُتّهَم بلعب دور سياسي فيها. أما مكتب التحقيق الفيديرالي فأعلن قبل أيام من التصويت، أن لديه أدلة جديدة تدين هيلاري كلينتون ثم تبيّن أنه لا يملك شيئاً على الإطلاق ضدها.
هل هذا يعني أن فلاديمير بوتين وجيمس كومي تآمرا لينتصر ترامب؟ كلينتون خسرت ثلاث ولايات هي ميتشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا، بأقل من واحد في المئة من الأصوات، وفلوريدا بنسبة أعلى قليلاً. لو أنها فازت بهذه الولايات لفازت بالرئاسة. ثم إنها حصلت على نحو ثلاثة ملايين من الأصوات الشعبية أكثر من ترامب، إلا أنه فاز بأصوات الندوة الانتخابية التي تقرر النتيجة.
أقرأ أن ترامب في حرب مع أجهزة الاستخبارات الأميركية، وأن هذا يهدد أمن البلد. بعض أهم أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين يريد تحقيقاً مشتركاً مع الديموقراطيين في تدخل روسيا لتغيير نتيجة انتخابات الرئاسة. إلا أن ترامب يصر على أن روسيا لم تتدخل على رغم أدلة قاطعة تكذّبه.
بل هو قال إن «لا أحد يعلم» إذا كان تغيّر حرارة الطقس حدث فعلاً، وإنه يدرس انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس لمقاومة الزيادة المستمرة في حرارة الطقس. علماء من حول العالم قالوا إن الحرارة تزيد، ورجل أعمال متهم في عمله التجاري وأخلاقه من الوقاحة أن يعترض عليهم.
ربما كان ما سبق كله مبرراً لقول معلق سياسي إن ترامب يهدد الدستور الأميركي. عضو في الكونغرس سألته إن كان يخطط لحماية المادة الأولى في الدستور التي تحصر كل إصدار القوانين بالكونغرس. هو قاطعها معلناً الالتزام بالدستور وبالمادة 12 غير الموجودة.
معلق آخر وصف ترامب بأنه فاشستي وقال إن السبب ليس أنه يكرهه، وإنما يعود الى أن ترامب من دون مبادئ سياسية، فهو يزعم الانتصار لرجال الأعمال ثم يرغم شركة مكيفات هواء على إبقاء إنتاجها في الولايات المتحدة. أصف ترامب بأنه شريك إسرائيل في إرهابها، فهو اختار سفيراً في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي يؤيد المستوطنات. أبصق على فريدمان والذي اختاره سفيراً.
ما سبق وجدته أيضاً في مقالين نشرتهما الميديا الأميركية التقليدية، واحد منهما كان عنوانه: السياسة المستمرة لترامب هي الفوضى، والآخر: لماذا تثير رئاسة ترامب الخوف.
ترامب اتصل برئيسة تايوان مخالفاً ما يسمّى سياسة أميركية واحدة إزاء الصين، واستعدى عليه بلداً يسكنه 1.4 بليون نسمة، ثم اتصل برئيس وزراء باكستان ووعد بزيارته وأثار غضب الهند التي يسكنها 1.1 بليون نسمة. بل هو هاتف تسعة زعماء عالميين قبل أن يحدث رئيسة وزراء بريطانيا، مع أن بريطانيا أول حليف للولايات المتحدة حول العالم.
ترامب ليس من دون أنصار إلا أنهم من نوعه حقارة، وجاكسون دييل، وهو يكتب بنفس ليكودي ويؤيد إسرائيل، توقع حرباً مقبلة لترامب مع الإسلام. دييل يكتب ما يتمنى، مع أن كل المعلومات الأخرى «تتهم» ترامب بعلاقات وثيقة مع دول الخليج العربي. ثم هناك جون بولتون، وكان يوماً سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، وأراه من أحقر أنصار إسرائيل في السياسة الأميركية، فهو رفض «مزاعم» تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية. هذان وآخرون من نوع ترامب وأحتقرهم أفراداً وجماعة.