ملادينوف مبعوث أممي غير مرغوب فيه
أخر الأخبار

ملادينوف مبعوث أممي غير مرغوب فيه

 فلسطين اليوم -

ملادينوف مبعوث أممي غير مرغوب فيه

نقولا ناصر

لم تعترض منظمة التحرير الفلسطينية على تعيين “المنسق الخاص” الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط”، نيكولاي ملادينوف، الذي وصفه عضو لجنتها التنفيذية تيسير خالد بأنه شخص “غير مرغوب فيه” و”لا يوحي بالثقة” فلسطينيا وليس “مؤهلا” للدور المناط به.

وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق بإجماع أعضائه الخمسة عشر على تعيين البلغاري ملادينوف، 42 سنة، خلفا للهولندي روبرت سري، ليكون بصفته الجديدة أيضا ممثلا للأمين العام لدى اللجنة “الرباعية” الدولية (الأمم والولايات المتحدة والاتحادان الأوروبي والروسي) وكذلك ممثلا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة لدى منظمة التحرير (دولة فلسطين) والسلطة الفلسطينية.

ومع أن البروتوكول الدبلوماسي يمنح الحق للمنظمة برفض اعتماد الممثلين الدبلوماسيين لديها، فإن المراقب يحتار في تفسير قبولها باعتماد ملادينوف ولا يجد سببا مقنعا لذلك سوى رغبة لا جدوى منها في استرضاء الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي – مون في الوقت الذي يركز فيه الحراك الدبلوماسي للمنظمة على المنظمة الأممية ووكالاتها.

إن ملادينوف عدا عن كونه فاشلا في مهمة مماثلة كممثل للأمم المتحدة وأمينها العام في العراق حيث طلب إعفاءه من مهمته، فإنه الرجل الذي وصف نفسه ويصفه قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي ب”صديق إسرائيل الكبير” الذي طالب عندما كان وزيرا لخارجية بلغاريا ب”تحالف عسكري” بين بلاده وبينها، وكرر إعلان انحيازه إلى “حق إسرائيل في الوجود” وحقها “في الدفاع عن نفسها” ضد المقاومة الفلسطينية لاحتلالها، ناهيك عن اعترافه شخصيا بعضوية المحفل الماسوني، وخدمته للملياردير اليهودي جورج سوروس، وولائه المعلن لسياسة “الفوضى البناءة” للولايات المتحدة في الوطن العربي. أما أصله اليهودي فقد يكون الأقل إثارة للجدل.

للمقارنة، لا تتردد دولة الاحتلال في تجاهل الأمم المتحدة وقراراتها وممثليها والاستهتار بهم بل واغتيالهم عند الضرورة. وكان تهديد وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان ب”طرد” روبرت سري، سلف ملادينوف، باعتباره “شخصا غير مرغوب فيه” المثال الأحدث، وقبل ذلك كانت استقالة ويليام شاباس من رئاسة لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في حرب دولة الاحتلال الأخيرة على قطاع غزة بسبب رفضها التعاون معه والسماح له بدخولها.

ومنذ تغاضت الأمم المتحدة عن اغتيال أول مبعوثيها إلى فلسطين السويدي الكونت فولكه برنادوت عام 1948 بأيدي “عصابة شتيرن” الصهيونية بزعامة اسحق شامير الذي أصبح لاحقا رئيسا لوزراء دولة الاحتلال، تجرأت دولة الاحتلال على الاستهتار بالمنظمة الأممية كسياسة ثابتة لها من دون رادع حتى الآن.

لا بل إن دولة الاحتلال كانت منذ عامين تخوض حربا بالوكالة ضد المنظمة الأممية، فهي قد سهلت لوجستيا واستخباريا وناريا وطبيا سيطرة المسلحين الذين يقاتلون الحكم في سوريا على جانبها من منطقة فك الاشتباك بين المحرر وبين المحتل من الجولان العربي السوري، ما قاد إلى انسحاب قوة الأمم المتحدة لفض الاشتباك “أندوف” بعد مهاجمة مواقعها واختطاف العشرات من أفرادها والاستيلاء على معداتهم وأسلحتهم، من دون أن تتجرأ الأمم المتحدة حتى الآن على تصويب الوضع، لتنهار نتيجة لذلك ترتيبات وقف إطلاق النار وقواعد الاشتباك التي كانت ترعاها الأمم المتحدة بين سوريا وبين دولة الاحتلال.

إن “الشرق الأوسط” يعج حد الزحام بمبعوثي السلام الدوليين، فللأمم المتحدة مبعوثها وكذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين و”الرباعيية” الدولية، وتتغير أسماؤهم من دون أن يتغير شيء على الأرض الفلسطينية المحتلة سوى استعمار المزيد منها بالاستيطان تحت مظلة “السلام” التي يوفرونها من دون أي أمل في كون “المجتمع الدولي” الذي يمثلونه قادرا على إحداث أي تغيير حقيقي ملموس في حاضر الشعب الفلسطيني ومستقبله على الأرض.

فما الذي يستطيع نيكولاي ملادينوف أن يفعله وعجز عن فعله أسلافه والأمم المتحدة و”الرباعية” الدولية والجامعة العربية وغيرهم؟!

يقول تيسير خالد إن “محك الاختبار” الذي يمكن أن يبدد “الشكوك” الفلسطينية بشأن دور ملادينوف ومهمته” سوف يكون موقفه من حصار غزة وعملية إعادة إعمارها، لكن مقدمات سجل الرجل لا يمكن أن تقود إلى اي نتيجة ايجابية في هذا الشأن، ناهيك عن سجل “المنسق الخاص للأمم المتحدة” منذ إنشائه عام 1994 وتوسيع دوره بعد ذلك وعن تاريخ سلسلة طويلة من ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة اليهود أو من أصل يهودي أو ممن لهم صلة قربى من الدرجة الأولى معهم من هنري كيسنجر إلى مادلين أولبرايت إلى جون كيري مرورا بدنيس روس ومارتن انديك وممثل “الرباعية” الدولية توني بلير، إلخ.

في السادس من هذا الشهر أصدر الأمينان العامان للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كي – مون ونبيل العربي بيانا مشتركا أعربا فيه عن “القلق العميق” من الوضع في قطاع غزة، وناشدا المانحين الدوليين والعرب الوفاء بالتزاماتهم المالية التي تعهدوا بها في مؤتمر القاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي “في أقرب وقت ممكن” لإعادة إعمار القطاع ورفع الحصار عنه. وقبل أيام وجه المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 جيمس راولي “نداء عاجلا” لسرعة الوفاء بتلك التعهدات وبرفع الحصار عن القطاع “على الفور”، لأنه يشعر “بقلق شديد من احتمال اندلاع حرب جديدة” كبديل.

لقد وصفت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية البيان الذي أصدرته “الرباعية” الدولية في الثامن من هذا الشهر بعد اجتماعها في ميونيخ بألمانيا بأنه “جاء دون التوقعات المطلوبة منه” لأنه تجاهل “كل الحقائق القديمة – الجديدة أو المستجدة” التي تقوم بها دولة الاحتلال.

وقد أعربت الرباعية بدورها عن “القلق العميق” من “الوضع الصعب في غزة حيث وتيرة إعادة الإعمار بحاجة إلى تسريع” وحثت المانحين على “صرف التزاماتهم المالية في أقرب وقت ممكن”، لكنها ربطت ذلك بحث الأطراف على “استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن”!

غير ان استئناف هذه المفاوضات “في أقرب وقت ممكن” عليه انتظار نتائج الانتخابات العامة في دولة الاحتلال والولايات المتحدة، أي على الشعب الفلسطيني أن ينتظر أملا كالوهم في إعادة إعمار غزة لمدة لا تقل عن عامين. ومن الواضح أن دولة الاحتلال تملك رفاهية الوقت والاحتلال المريح من دون مقاومة والاستعمار الاستيطاني من دون رادع وليست على عجلة من أمرها.

لكن “المنسق الخاص” السابق للأمم المتحدة روبرت سري، قبل تسليم مهامه لملادينوف، كان قد وصف عدم وفاء المانحين بتعهداتهم بأنه “فضيحة” وحذر من أنه إذا لم يتم “إحراز تقدم خلال الشهور المقبلة” في “حل الدولتين”، وليس بعد عامين، “فإننا سوف نبلغ … واقع (حل) الدولة الواحدة” … الدولة “الإسرائيلية” الواحدة طبعا. وكان “المنسق الخاص” الأسبق تيري رود لارسن قد أعلن عام 2002 بأن “المريض (الفلسطيني) يموت” في هذه الأثناء.

في شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي حذر روبرت سري في تقريره لمجلس الأمن الدولي من أن الحرب في قطاع غزة “يمكن أن تتجدد إذا لم يتغير الوضع على الأرض” في القطاع المحاصر. ومن الواضح أن ما كان سري قد وصفه ب”الفراغ الدبلوماسي المميت” مقرونا بالحصار المستمر على إعادة إعمار غزة إنما يمثلان وصفة موضوعية جاهزة لانفجار في القطاع المحاصر لا يمكن التكهن بأبعاده واتجاهاته ونتائجه.

لكن ما وصفه سري ب”فضيحة” عدم وفاء المانحين بتعهداتهم لإعادة إعمار غزة متذرعين بعدم سيطرة حكومة منظمة التحرير على قطاع غزة ترقى إلى ضوء أخضر دولي لدولة الاحتلال كي تشن عدوانا عسكريا جديدا على المقاومة الوطنية في القطاع.

بينما فضيحة عدم وفاء العرب بتعهد مؤتمرات قممهم بتوفير “شبكة أمان” مالية للسلطة الفلسطينية ترقى إلى ضغط عربي سافر على منظمة التحرير للاستجابة إلى دعوة “الرباعية” الدولية لاستئناف المفاوضات مع دولة الاحتلال “في أقرب وقت ممكن”.

وهذه هي في الواقع المهمة المزدوجة ل”المنسق الخاص” الجديد لعملية السلام في الشرق الأوسط”، نيكولاي ملادينوف. وما زال مفاوض منظمة التحرير “ينتظر” الفرج من مبعوثين “للسلام” يفرضون عليه وتعينهم الولايات المتحدة والأمم المتحدة لكنهم يمثلون دولة الاحتلال، ونيكولاي ملادينوف آخرهم، من دون أن يغير هذا المفاوض شيئا على الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملادينوف مبعوث أممي غير مرغوب فيه ملادينوف مبعوث أممي غير مرغوب فيه



GMT 08:00 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

لن يتغيّر وجه الشّرق الأوسط قبل كسر إيران

GMT 07:55 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

المسئول الانتقالى والمهمة الصعبة

GMT 07:52 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

من الملفّ النووي.. إلى مستقبل النظام الإيراني!

GMT 07:49 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

تمهّل... أمامك مطبّات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

ترمب وإيران ودروس لـ«حماس»

GMT 07:43 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

يوم التحرير... شرعية أميركية جديدة

GMT 07:41 2025 الأربعاء ,09 إبريل / نيسان

لكنْ ماذا نفعل؟

أناقة ياسمين صبري على الشاطئ من الأبيض الكلاسيكي إلى الألوان المبهجة وجولات الموضة لا تتوقف

القاهرة ـ فلسطين اليوم
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 21:11 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكد رغبة جمهور سنغافورة في استمرار فورمولا1

GMT 00:11 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

كيف توسّع المكعبات خيال الطفل؟

GMT 05:25 2016 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتوفير المساحة في الشقق عن طريق الأثاث

GMT 21:48 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفلامنكو "الطريق المفتوح" في دار الأوبرا الأحد

GMT 10:22 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جولة لتوعية مزارعي وادي بيضان بطرق الزراعة

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday