د. حنا عيسى
صباح يوم الاربعاء الموافق 10/12/2014 رحل القائد الفلسطيني زياد ابو عين " ابو طارق " في مستشفى رام الله اثر اصابته المباشرة من قبل جنود الاحتلال في قرية ترمسعيا – قضاء رام الله اثناء قيامه بواجبه الوطني.
رحل ابو عين ومازالت الأمانة في أعناقنا تنتظر الحرية وحق تقرير المصير. حل ابو طارق قائلا نعم لن نموت..نعم سوف نحيا .. هذه الثنائية الموت والحياة، بل أحادية الحياة والانعتاق والتحرر بكل مضامينها الوطنية، هي اختيار شهيدنا البطل ابو طارق وهذا الاختيار ممتد ومتواصل كما ترجمه استشهاد شاعرنا الكبير عبد الرحيم محمود في الأربعينيات من القرن المنصرم :
سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق وإمــا ممات يغيـظ الــعــدا
عشرات السنين وزياد ابو عين في لهيب المعركة وهو مع الأمل ...مع النهار ومع قطرات المطر وجذور الصخر و الحجر ..مع الحياة .. مضى وكل الأشياء في دمه وبين كفيه حتى آخر لحظة احتفظ بندى الفجر الأتي المشع بشراسة الموقف المنحاز إلى الوطن و المنساب بين ذرات رمل الوطن.. نعم ,رحلت يا أخينا ويا حبيبنا ونحن بأمس الحاجة إلى حكمتك وخبرتك ..رحلت وأنت تبتسم للحياة وتبتسم لأصدقائك ومحبيك ..رحلت وأنت تقول يا جبل ما يهزك ريح .. ابو طارق ..رحمك الله.. قلنا لك في حياتك ونقول لك في مماتك :
في القلب انت كخفق القلب نحمله يسامر القلب يمحو الحزن بالمرح
بوركت وبورك من أعطاك منزلة تبقى كتاج على الأمجاد و المنح
دير طريف تتيه بفخر حين نذكرها كالورد فاض على الاغصان بالمنح
أيها القائد .. نحن أصدقائك ومحبيك .. تركت فينا الحنان و الفرح و المرح ..تركت فينا الأمل والتفاؤل و الحياة ..تركت فينا الحب و الاحترام ..تركت فينا لغة الاستمرار و البقاء ..تركت فينا اليقظة و النهوض إلى الأمام ..تركت فينا أن نبقى على العهد من اجل بلدنا فلسطين.
نعم ,سوف نبكيك ..لأنك تستحق البكاء الذي يذرف من اعيننا حزنا على رحيلك أيها القائد الكبير ..كبير في حياتك وكبير في مماتك.
اعلم أيها القائد الكبير بأنك كنت ولا زلت وستبقى في أعلى المراتب من قلوبنا..رحمك الله و أسكنك فسيح جناته .