عيد الميلاد رمز الامل والسلام
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

عيد الميلاد رمز الامل والسلام

 فلسطين اليوم -

عيد الميلاد رمز الامل والسلام

د. حنا عيسى

يحتفل العالم المسيحي في الخامس والعشرين من شهر كانون الاول من كل عام بعيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح ... حيث في انجيل لوقا, يقول الملاك لمريم بانها ستحبل بقوة الروح القدس. تجيب مريم بأنها لازالت عذراء. ولكن يقول لها الملاك بانه لا يوجد شيئ مستحيل عند الله. بعد فترة اخذها يوسف ورحلوا من بيتهم الذي في الناصرة الى بيت لحم التي هي البلدة التي ينسب لها يوسف وتبعد 150 كيلو متر عن الناصرة, لعمل تعداد سكاني هناك في عهد القيصر هيرودوس. لم يجد اي غرفة في الفنادق, فمكثوا في اسطبل, وهناك ولدت مريم المسيح. ذهب ملاك الرب الى الرعاة في البرية وبشرهم بنشيد الفرح "المجد لله في الاعالي, وعلى الارض السلام, وبالناس المسرة". نعم بهذه الكلمات المقدسة التي وردت في انجيل لوقا ولد المسيح عليه السلام في مدينة بيت لحم ليعتبر عيد الميلاد المجيد ثاني الاعياد السيدية الكبيرة التي تخص السيد المسيح بعد عيد القيامة, ويسمى "سيدي" نسبة الى السيد المسيح, ويحتفل به المسيحيون في كل المسكونة تذكاراً لميلاد المسيح من السيدة العذراء مريم حسب نبوات "الكتب" ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا اسمه عمانوئيل (سفر اشيعيا 7:14).
وعيد الميلاد عند المسيحيين, هو عيد التجسد الالهي (تجسيد كلمة الله في جسم بشري) كما يقول الكتاب المقدس: "عظيم هو سر التقوى, الله ظهر في الجسد".
نعم,; بالنسبة لنا كفلسطينيين ما أجمل عيد الميلاد, هذا العيد له طعم خاص, يلتقي فيه الاحبة ويفرحون ويتواصلون للإطمئنان والتهنئة, الكل فرحان سعيد ولاسيما الاطفال منهم يستمتعون بمحبة الاهل والاقارب وبما يقدمونه لهم وكذلك بتفقد بابا نويل لهم وزيارته لهم ومعه من الهدايا التي حملها لأجلهم.
ورغم اوضاعنا الصعبة في فلسطين نتيجة وجود الاحتلال واجراءاته القمعية الا ان عيد الميلاد مناسبة لتفقد احوال بعضنا البعض وتبادل الزيارات التي تضفي رونقاً على معنى وجوهر العيد. هذا ما يجسد روح الاخوة والمحبة والفرح والمسرة.
ان ما تعيشه فلسطين من تناغم بين ابنائها هو تناغم نابع من حالة السلام الداخلي في كل فرد منا التي تجعل المجتمع الفلسطيني وتجعل تماسكه اكثر متانة وقوة وان فلسطين ترسل دائماً الرسائل للاخرين عبر المحبة والاخوة والرحمة والسلام الموجودة بين افراد شعبها, وان العلاقة التي تجمع الاديان في فلسطين هي علاقة تكامل عميقة عمق التاريخ, لان الله اختار فلسطين لتكون مهداً للديانات السماوية الثلاث وما يحمله ذلك من معان عظيمة.
ان أبعاد قوة فلسطين وثبات مواقفها ينبع من دورها في نقل ونشر ثقافة المحبة والتسامح الى الاخرين في اطار إرثها الحضاري الذي كان الرسالة الحقيقية للمسيحية وللاسلام الى العالم اجمع ولابد ان تستمر في تأدية واجباتها في نقل هذه الرسالة.
وعلى ضوء ما ذكر اعلاه, فان الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يعطي دلالة واضحة على العمق الحضاري المنفتح والمعبر عن روح فلسطين الحية التي كانت ولاتزال وطناً للتعدد والتسامح الاصيل وان الاحتفال بعيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح في مدينة بيت لحم تعكس ثقافة المحبة وتحاكي الارث الحضاري الذي عرفته فلسطين منذ ولادة التاريخ, وان أعياد أبناء الشعب العربي الفلسطيني مسيحيين ومسلمين هي اعياد وطنية تتآلف في القلوب وتلتقي عندها محبة الجميع للوطن.
وبمناسبة هذه الذكرة المجيدة, لايسعنا الا ان نرفع قلوبنا الى السماء ضارعين اليه تعالى ان يعيد علينا هذه المناسبة المباركة بالصحة والتوفيق وغزارة النعم والبركات, وعلى وطننا العزيز فلسطين باليمن والطمأنينا والسلام, بعون سيدنا يسوع المسيح. وكل عام وشعبنا بالف خير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد الميلاد رمز الامل والسلام عيد الميلاد رمز الامل والسلام



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday