الوطنية والمواطنة
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

الوطنية والمواطنة

 فلسطين اليوم -

الوطنية والمواطنة

د. حنا عيسى

اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ويعادي، ومنهم من جعلها تعبيرا عاطفيا وجدانيا يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها. وهي تقديس الوطن بحيث يصير الحب فيه والبغض لأجله، والقتال في سبيله. وهي العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلدة، وانتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل حنينها، ويدين بالولاء لها. وهي تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه، 
وتعبير قومي يعنى حب الشخص، وإخلاصه لوطنه.
والوطنية مصطلح يستخدم للدلالة على المواقف الإيجابية والمؤيدة للوطن من قبل الأفراد والجماعات، ومن مواقف الوطنية "الفخر بالثقافة، الفخر في الإنجازات، الرغبة في الحفاظ على طابع وأساس الثقافة، وتحديد الهوية مع الأعضاء الأخرىن في الأمة.
تعتمد الوطنية في زمن السلم على أفعال رمزية مثل: تحيّة واحترام العلم، النشيد الوطني، المشاركة في التجمع الجماهيري، وإبداء مظاهر الوطنية مثل وضع ملصق يمثل الوطن على السيارة أو في المنزل أو غيرهم، أو أي طريقة أخرى لإعلان الولاء للدولة مثل مساندة الوطن في سياسته السلمية مع دول العالم لتوثيق الروابط بينهم ومع شعوبهم. اما في زمن الحرب رمزية الوطنية تكمن في رفع الروح المعنوية لأبناء الوطن الواحد وبدوره المساهمة في المجهود الحربي المشروع بالقانون. ونقول فلان وطني أو فلانه وطنية، وتعني ان هذا الشخص من اشد المتشددين بالوطن ويمكن أن يقدم نفسه دفاعا عن الوطنية أو الوطن فبه يفتخر ويعتز لكونه وطنيا، والتاريخ ذكر بطولات اممية لوطنيين دافعوا عن الوطن وسجلهم التاريخ ولم يطوي صفحاتهم بل خلدوا في التاريخ وأصبحوا قاده عظماء يفتقدهم الجيل ويحتفل بمراسيمهم التاريخية والاعياد التي تذكر بطولات هؤلاء، وأيضا نلاحظ جملة فخر الصناعة الوطنية وتشير إلى الانتماء العريق بالوطن، وكذلك السلطة الوطنية أي انها سلطة ذاتية تحكم حدود الدولة أو بمعنى آخر كل ما هو داخل نطاق تلك الدولة من محورها السياسي الجغرافي، كلها مسميات تدل في آخر المطاف على الارتباط الوثيق بالوطن أو انها صنعت داخل حدود هذه الدولة.
اما المواطنة فهي وحدة الانتماء والولاء من قبل كل المكون السكاني في البلاد على اختلاف تنوعه العرقي والديني والمذهبي للوطن الذي يحتضنهم، الأمر الذي يقتضي أن تذوب كل خلافاتهم واختلافاتهم عند حدود المشاركة والتعاون في بناء الوطن وتنميته والحفاظ على العيش المشترك فيه.
والمواطنة ترتبط عادة بحق العمل والإقامة والمشاركة السياسية في دولة ما أو هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. وتبعا لنظرية جان جاك روسو "العقد الاجتماعي" المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يلزم عليه تأديتها. وينبثق عن مصطلح المواطنة مصطلح "المواطن الفعال" وهو الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أوالعمل التطوعي. ونظرا لأهمية مصطلح المواطنة تقوم كثير من الدول الآن بالتعريف به وإبراز الحقوق التي يجب أن يملكها المواطنين كذلك المسؤوليات التي يجب على المواطن تأديتها تجاه المجتمع فضلاً عن ترسيخ قيمة المواطن الفعال في نفوس المتعلمين.
العوامل التي تحدد المواطنة:-
• الولادة في الوطن (حق التراب).
• جنسية الوالدين (حق الدم) سابقاً كانت محصورة في جنسية الوالد، كما هو الحال في بعض الدول العربية، ثم مع حملات حقوق المرأة أصبحت للوالدين، وتحدد بعض الدول عدد الأجيال التي يمكن أن تحصل على الجنسية دون إقامة في البلد.
• المواطنة بالزواج وتسعى بعض الدول التي تعاني من موجات الهجرة إلى مكافحة حالات الزواج المزورة بغرض الجنسية، ولكن في بعض الدول العربية لا يؤخذ بمسالة الزواج إلا من جهة الأب فقط.
• التجنيس تعطي الجنسية للأشخاص الذين دخلوا بلاد بشكل قانوني ومنحوا إذن للإقامة أو منحوا اللجوء السياسي مع إقامة لفترة معينة، في بعض الدول يحتاج التجنيس إلى شروط إضافية كاجتياز اختبار يظهر معرفة بلغة البلد أو عاداتها أو وجود حد أدنى لحسن السلوك كخلو السجل الجنائي من أي حكم، قسم الولاء للدولة الجديدة أو لحكامها والتبرؤ من الإنتماء للمواطنة السابقة وبعض الدول تسمح بإزدواج الجنسية ولا تتطلب التبرؤ منالجنسية السابقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوطنية والمواطنة الوطنية والمواطنة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday