د. حنا عيسى
هي القوى المشاركة في تنمية الانتاج الاجتماعي, اي وسائل الانتاج والناس الذين يشغلونها ويطورونها. ان القوى المنتجة تعبر عن علاقة الانسان بالطبيعة, عن مدى سيطرته عليها. والقوى المنتجة الرئيسية هي الناس, بخبرتهم الانتاجية ومهاراتهم ومعارفهم وآفاقهم الثقافية والتكنيكية. ولكن اكثر اقسام القوى المنتجة دينامية هي ادوات الانتاج (الآلات والاجهزة والمعدات ...) والانسان, حين يطور هذه الادوات, انما يغير ملكاته الانتاجية ايضاً.
وفي ظل المستوى التكنيكي الحالي من تطور الانتاج (اتمتته) يتعذر القيام بأي تحسين لادوات الانتاج وطرقه بدون استخدام المعارف العلمية المتجسدة سواء في التكنيك او في الناس, في قدراتهم الخلاقة. ولذا يغدو العلم قوة اكثر فأكثر انتاجية. ان تطور القوى المنتجة هو اساس كل تقدم للمجتمع. فعلى مستواها يتوقف ايضاً طابع العلاقات التي في ظلها يتم الانتاج (العلاقات الانتاجية), ويتكون هذا او ذاك من اساليب الانتاج. فالعلاقات الانتاجية الجديدة بين البشر, ومعها النظام الاجتماعي الجديد, لا تترسخ الا بعد ان تنضج ظروف وجودها المادية, اي القوى المنتجة المعنية.
وبما ان الانتاج الاجتماعي لا يرد الى انتاج الخيرات المادية فان القوى المنتجة, بدورها, لا تنحصر فقط بقوى الانتاج المادي. فهي تضم, بالمعنى الاوسع للكلمة, قدرات المجتمع الروحية (العلم, التحصيل), والقوى التي تظهر بفضل هذا او ذاك من اشكال تنظيم الافراد, الخ.