د. حنا عيسى
نال مفهوم العدل اهتمام العديد من المفكرين فصدوا لتعريفه وتحديده . فيقصد بالعدل لغوياً ما ذكره مجد الدين الفيروز آبادي ( 1407 هـ ) (( العدل : ضد الجور ، وما قام في النفوس أنه مستقيم )) ، أما جبران مسعود فعرف العدل على انه الانصاف، وكان عادلاً في الأمر، استقام فيه. اما الجرماني فقال العدل مصدر يعني العدالة وهو الاعتدال والاستقامة وهو الميل إلى الحق. يقول ابن قيم الجوزية إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله، وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسماوات، فإذا ظهرت إمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان، فثم شرع الله ودينه.
والعدل هو الكفّ عن الظلم ورفعه، والاستقامة، وإقامة كل أحد على حقه.
والعدل بهذا المعنى هو المراد عند اطلاقه في الآيات والأخبار، وفضيلته اكثر من أن تُحصى، والعدل ضد الظلم، وهو تردع صاحبها عن الظلم، وتحفّزه على العدل، وإداء الحقوق والواجبات، وهو سيّد الفضائل، ورمز المفاخر، وقوام المجتمع المتحضّر، وسبيل السعادة والسلام.
وهو وضع الأمور في مواضعها، وإعطاء كل ذي حق حقه، فعلى سبيل المثال إكرام المحسن ومعاقبة المسيء هما مظهران من مظاهر العدل لأن المحسن من حقه أن يثاب على إحسانه والمسيء يستحق أن يعاقب على إساءته، ولو تبدلت القضية أو التزم بجزء منها وترك الآخر لكان ذلك خلاف العدل، وهو الظلم.
والعدل لغة من عدل ، عدَلَ / عدَلَ إلى يَعدِل ، عَدْلاً وَعُدُولاً وعَدَالَة ، ومَعْدِلَة ، فهو عادِل ، والمفعول معدول - للمتعدِّي . وعدَل بين المتخاصمين : أنصف بينهما وتجنَّب الظُّلْمَ والجَوْرَ، أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.
اقوال في العدل :
*وان سالوك عن العدل في بلاد المسلمين قل لهم قد مات عمر .
*حكمت فعدلت فامنت فنمت يا عمر .
*تبقى العدالة غاية القاضي , القاضي يجدها في القانون ويجدها المتقاضي في القاضي ( ارسطو طاليس ).
*لا يمكن تفضيل شيىء قبل العدالة ( سقراط).
*لم يكن الناس ليعرفوا العدل لو لم يكن هناك ظلم ( هرقليطس ).