السمات البارزة للفلسفة الهندية
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

السمات البارزة للفلسفة الهندية

 فلسطين اليوم -

السمات البارزة للفلسفة الهندية

د. حنا عيسى

نظرا للاهمية التاريخية التي تحتلها الهند منذ معالم الحياة الدولية في العصور القديمة ومرورا بالعصور الوسطى وانتهاءا بالعصر الحاضر نجدها تحتل مكانة مرموقة ومميزة في المجتمع الدولي على اختلاف الاصعدة. فالهند دولة تقع في الجنوب من قارة اسيا وتبلغ مساحتها 3،28 مليون كم2 وتعداد سكانها يزيد عن مليار ومئتين واربعة واربعين مليون نسمة، وحصلت على استقلالها من بريطانيا عام 1947م.
ان الفلسفة الهندية كفكر الهند الفلسفي ، تاريخه يصل الى حوالي ثلاثة الاف سنة وقد مرت الفلسفة الهندية بثلاث مراحل.
- المرحلة القديمة ، بداية الالف الاول قبل الميلاد ( القرون الميلادية الاولى ).
- المرحلة القروسطية ( القرون الوسطى ، الباكرة – حتى القرون 10 – 12 والقرون الوسطى المتأخرة – حتى القرنين 17 – 18 ).
- المرحلة الحديثة ( بما في ذلك العصر الحاضر ).
في المرحلة الاولى كان الفكر الفلسفي ينفصل تدريجيا عن التصورات الاسطورية، المثبة في اقدم الاثار الادبية البشرية – في الفيدا ( ديانة الفيدا ) ، قد تجلت هذه العملية على اشدها في الشروح على اناشيد الفيدا ، في الاوبانيشادا ( القرون 7 – 3ق.م ) فتعبق الاوبانيشادا بنزعة نحو التفسير الواحدي للواقع ، نحو التفتيش عن علة الوجود ، التي توحد بين الاشياء المتغيرة ، وتشكل اساسها العام . وفي معظم الحالات كانت هذه العلة تصور مبدا روحياً – البراهمان او الاتمان ، اللذين كان يطابق عادة بينهما وبين النفس البشرية . ولكن الى جانب هذه الاراء تذكر الاوبانيشادا مذاهب ، ترى اصل الوجود في مبادىء مادية مختلفة = الحياة (النفس) ، العناصر الطبيعية ( الهواء، النار ، التراب ، واحيانا الاثير ) المكان ، الزمان .. الخ .
وثمة آراء ، تحل البراهمان ( الاتمان ) نفسه في العالم ، تطابق بينهما ، فتقترب من البانتيئية ( وحدة الوجود). وتعرض الاوبانيشادا لمشكلات فلسفية اخرى = بنية العالم، والقانون المسير له ( ريتا، دهارما) ومصادر المعرفة واشكالها ( الاحاسيس ) ، العقل ، النصوص المقدسة .. ) ، والتزامات الانسان الاجتماعية .. الخ. وفي اطارها صيغت عدد من النظريات التي ستنهل منها كافة المذاهب الفلسفية والدينية اللاحقة تقريبا = في تناسخ الارواح وفقا لاعمالها السالفة ، وفي مراحل الحياة وطبيعتها ، وفي سبيل تنقية الوعي من كل مضمون تجريبي ملموس ( اليوغا ) ، وغيرها . ان الاوبانيشادا قد رسخت الكثير من ملامح الفلسفة الهندية القديمة والقروسطية . وتعتبر الادبيات المعاصرة ان الحقبة الكلاسيكية في الفلسفة الهندية هي القرون الوسطى الباكرة. ففي هذه المرحلة تطورت عدة مدارس فلسفية – النيابا، وفايشيشيكا ، والسانخيا ، واليوغا، والميمانا، والفيدانتا، والتشارفاكا او اللوكاياتا وفلسفة الجاينيه والبوذية. وقد ركزت كل من هذه المدارس على مشكلة فلسفية معينة. ففي صلب المذهب التشارفاكا ( اللوكاياتا ) يقوم القول بالعناصر المادية مبادىء للوجود ، والنزعة الحسية في نظرية المعرفة، والهيدونية ( مذهب اللذة ) في الاخلاق .
وعنيت الجاينيه باثبات ان العالم العضوي حي كله ، وبمبدئي نبذ العنف والنسبوية . واكدت كافة المدارس البوذية على طبيعة الوجود المتغيرة ابدا ، حتى ووصل بعض انصارها الى حد تصوير الواقع وهما وسرابا، كما واهتمت بقضايا المنطق ونظرية المعرفة. اما محور فلسفة الفايشيشيكا فكان المذهب الذري.
وانطلاقا من هذا المذهب راحت النيايا تشتغل بمشكلات المنطق ونظرية المعرفة. وركزت السانخيا على على القول بتطور العالم. ووجهت اليوغا جل اهتمامها لسبل تحكم الانسان بنشاطه النفسي، وذلك بهدف الوصول الى حالة ( الانعتاق ) ، التخلص من قيود العالم الموضوعي.
ووضعت الميمانا نصب عينيها مهمة التاويل الفلسفي لطقوس ديانة الفيدا وشعائرها واشتهرت الفيدانتا بكونها اكثر المذاهب المثالية الموضوعية تطورا، وبقولها بالبرهمان واقعا حقا وحيدا.
ان كافة المدارس الفلسفية الهندية تقريبا تقول بالعقائد الدينية . وفي القرون الوسطى المتاخرة اتتابت الفكر الفلسفي بالهند حالة من الجمود والانحطاط . وتعززت تبعيته للدين. وفي الوقت نفسه شهدت البلاد حركة البهاكتي ( حرفيا – التسليم للاله ، الحب الالهي ) . الجماهرية ، التي كانت موجهة برغم شكلها الديني، ضد الارثوذكسية الهندوسية والاسلام الذي بدا بالانتشار هنا . وعلى تخوم القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظهرت حركة التنوير الهندية التي نمت على ارضيتها مذاهب، ساعدت على تطور حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار البريطاني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين ( طاغور ، غاندي ، نهرو وغيرهم ). وفي هذه الفترة تشكل مذهب كهوش ، الذي عمل من خلال الجمع بين افكار مفكري الشرق والغرب ، على رسم طريق ( ثالث) في الفلسفة ، وذلك في صورة ( الفيدانتا التكاملية ).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السمات البارزة للفلسفة الهندية السمات البارزة للفلسفة الهندية



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday