د. حنا عيسى
يقصد بالاستفتاء الشعبي عرض موضوع معين على الشعب ، ففي هذه الحالة نجد البرلمان يوافق على مشروع القانون كما لو كان الحال تماما في حالة الديمقراطية النيابية ولكن مشروع هذا القانون لا يصبح من الناحية القانونية تاما او كاملا اي لا يصبح قانونا الا بعد عرضه على الشعب للتصويت أو الموافقة عليه أي انه في هذه الحالة يطرح مشروع القانون على الناخبين لتؤخد أصواتهم "بلا ، أو "بنعم " اي بالتصويت بكلمة "موافق" أو "غير موافق".
أهم صور الاستفتاء:
1. فهو يختلف باختلاف المواضيع التي يتناولها الاستفتاء ، أي انه يختلف باختلاف ما اذا كان موضوع الاستفتاء ، متعلقا بقوانين دستورية، وفي هذه الحالة يطلق عليه "استفتاء دستوري"، أو كان متعلقا بقوانين عادية ، وفي هذه الحالة يطلق عليه استفتاء تشريعي.
2. وكذلك يختلف الاستفتاء بالنسبة الى "القوة القانونية " التي تقود لرأي الشعب الذي يبديه عند الاستفتاء ، فهناك استفتاء "ملزم" للبرلمان والحكومة كما ان هنالك بالعكس استفتاء "استشاري".
3. كما يختلف الاستفتاء من حيث ضرورة اجرائه: فقد يكون الاستفتاء"اجباريا"رأي ان تكون السلطة التأسيسة أو السلطة التشريعية أو التنفيذية بحكم الدستور مجبرة على عرض الموضوع الشعب لاستفتائه فيه، قبل التصويت على مشروع ذلك الموضوع. كما أن الاستفتاء قد يكون بالعكس اختياريا اي ان الامر فيه متروك لمشيئة الحكومة او الهيئة النيابية ، اي ان الدستور احيانا ينص على ان الاستفتاء في بعض مواضيع معينة يجدي اذا طلبته الحكومة او طلبه عدد من اعضاء البرلمان.
مزايا نظام الاستفتاء الشعبي:
1. انه حين يعرض موضوع على الشعب لاستفتائه فان الناخبين ينسون انهم ينتسبون الى حزب معين.
2. ان نظام الاستفتاء يؤدي الى التخفيف من حدة النزاع الحزبي.
3. ان نظام الاستفتاء اداه من ادوات الاستقرار السياسي.
4. ان نظام الاستفتاء يسمح بالاستفادة من الطوائف والشخصيات الممتازة من حيث الثقافه والكفاءة التي قد تكون خارج البرلمان.
5. ان نظام الاستفتاء عنصر من عناصر التهدئة والسلام داخل البلاد.
6. ان الاستفتاء يكفل تحقيق الصالح العام اكثر مما يكفله البرلمان.
ويجدر بنا في مقام الختام ان نذكر ان التجربة اثبتت نجاح نظام الاستفتاء في البلاد المتمدنة التي اخذت به ، اذا احسن اختيار المواضيع التي تعرض على الشعب لاستفتائه فيها ، واذا كفلت كامل الحريات للمواطنين.