بقلم: وحيد عبدالمجيد
مضى أكثر من أسبوع على إعلان فوز معلمة الأطفال الفلسطينية حنان الحروب بلقب أفضل معلم فى العالم، وحصولها على جائزة تقدمها مؤسسة “فاركى” سنوياً للفائز بهذا اللقب من خلال مسابقة يخوضها مئات المعلمين من مختلف أنحاء العالم.
لم يقَّصر الإعلام المصرى فى تغطية هذا الحدث، واحتفت بعض وسائله به، وكثرت الإشادات بالمعلمة الفائزة التى يزيد انتماؤها الفلسطينى التعاطف معها. كما عبرت مؤسسات ومنظمات معينة بالتعليم فى مصر عن فخرها لحصول معلمة فلسطينية على هذه المكانة العالمية، وإعجابها بالإسهام الذى تقدمه للتعليم.
ولكن لم يهتم أحد ممن تابعوا نتيجة مسابقة “فاركى” بالأفكار التى ابتكرتها السيدة حنان الحروب فى مجال التعليم، والجديد الذى تقدمه فى قطاع وصل تدهوره فى بلادنا إلى القاع. اقتصر الاهتمام كله على المتابعة وإبداء الإعجاب، دون أن يتجاوزه إلى فهم مغزى هذا الذى أُعجب به المُعجبون، أو البحث فى كيفية الاستفادة منه، أو حتى طرح قضية تطوير أداء المعلمين فى مدارسنا بوجه عام.
ويبدو أن المعنيين بقضية التعليم، سواء على المستوى الرسمى أو فى المجتمع المدنى، لم يعودوا راغبين فى تعلم شئ، أو لا يجدون فى مدارسنا التى لا تُعلم شيئاً ما يستحق السعى إلى إنقاذها، أو إنقاذ البلاد من تبعات تدهورها.
ورغم أن الكثير من خطابنا أصبح مركزاً فى العامين الأخيرين على موضوع العنف والإرهاب، لم نجد من أبدى اهتماماً بمحتوى منهج حنان الحروب التعليمى الذى أطلقت عليه “لا للعنف فى التعليم”، واستخدمت فيه أساليب مختلفة للعب كوسيلة أثبت نجاحها فى رفع مستوى التعليم.
ولم يفكر أحد فى مغزى اعتماد منظمة اليونسكو الدولية هذا المنهج التربوى الجديد، وهو أنه ليس مصمماً فقط لتعليم الأطفال الذين أصابهم خوف من عنف قوات الاحتلال فى الضفة الغربية حيث تعمل الحروب، أو تعرضوا لصدمات نتيجة هذا العنف.
فهذا منهج يساعد فى حفز أكبر عدد من الأطفال على التعلم، والإقبال على المعرفة، واستثارة أذهانهم وتحريك عقولهم، بوسائل جد بسيطة مبتكرة تمزج بين التعليم واللعب على نحو يدعم القدرة على التعلم، ويحفز عليه، ويخلق فى نفوس المتعلمين ثقة، ويثير لديهم أسئلة تدفعهم إلى المزيد من التعلم.
فمتى يصبح المسئولون عن التعليم والمهتمون به عندنا راغبين فى التعلم مما يحدث حولنا مثل الأطفال الذين تعلمهم حنان الحروب.