بقلم: د. وحيد عبدالمجيد
ربما يكون العام القادم هو عام صعود المرأة إلى قمة العالم، وتتويج النضال الذى استغرق نحو قرنين من أجل المساواة بين الجنسين. ففى الوقت الذى تشق فيه المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون طريقها بقوة نحو البيت الأبيض، تتصدر المديرة العامة لمنظمة اليونسكو العالمية إيرينا بوكوفا السباق الذى بدأ إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة.
أوشكت كلينتون أن تحسم جولة الانتخابات التمهيدية، والحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى لها فى الانتخابات النهائية التى ستجرى فى الأول من نوفمبر القادم. وهى تبدو حتى الآن صاحبة الحظ الأوفر فى الفوز فى هذه الانتخابات، وخاصة اذا واصل دونالد ترامب تقدمه صوب المرحلة النهائية فى الانتخابات0 ففى امكانه أن يُحدث الكثير من الضوضاء بمواقفه المثيرة للجدل، ولكنه لا يستطيع الحصول على الكثير من الأصوات فى النهاية.
وفى السباق إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، تبدو البلغارية بوكوفا هى الأقوى وليست فقط الأكثر شهرة0 وفضلا عن أنها كانت وزيرة خارجية بلغاريا بالإنابة، وممثلة شخصية لرئيس بلادها فى منظمة الفرانكوفونية الدولية، فقد تولت مسئولية الشئون السياسية والقانونية فى بعثة بلغاريا الدائمة لدى الأمم المتحدة التى تسعى للعودة إليها، ولكن لتجلس على مقعد قيادتها، وليس ضمن مقاعد بعثة إحدى الدول الأعضاء فيها.
وفضلاً عن الدول الفرانكوفونية، فهى تملك علاقات قوية مع دول الاتحاد الأوروبى الذى عملت منسقة لعلاقات بلادها معه. كما قضت ما يقرب من سبع سنوات فى إدارة منظمة اليونسكو، وحققت نجاحاً لا بأس به فيها. ومثلما خاضت معركة صعبة فى انتخابات هذه المنظمة فى نوفمبر 2009، لن تكون معركتها فى انتخابات الأمم المتحدة سهلة. ولكنها ربما تكون أكثر المرشحين معرفة بكواليس المنظمة الدولية ليس لأنها عملت فى بعثة بلغاريا فقط، ولكن أيضاً لأنها تولت مهام ذات شأن فيها. أهمها الأمانة التنفيذية للجنة التوجيهية لمبادرة الأمن العام العالمية حول التعليم، وعضوية لجنة «النطاق العريض» المعنية بالتنمية الرقمية فى العالم.
وهكذا تبدو بوكوفا متفوقة على غيرها من المرشحين، مثلما تبدو كلينتون هى الأقوى حتى الآن. ولذلك ربما يحمل شهر نوفمبر القادم بشرى وصول امرأتين للمرة الأولى إلى قمة المنظمة الدولية، ورئاسة الدولة الأكبر فى عالم اليوم، لتباشرا عملهما فى يومى 1و 20 يناير 2017 على التوالى.