بقلم د. وحيد عبدالمجيد
ليت من قد تنطلى عليهم أكاذيب بعض خصوم الثورة, ومزاعمهم عن كونها مؤامرة, يتأملون البرقية التى أرسلها وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة ذكراها السادسة. فقد وصف يوم الثورة (25 يناير 2011) بأنه يوم مجيد من أيام الوطنية المصرية. أما الثورة نفسها فقد جزم بأنها (ثورة الشعب التى حمتها القوات المسلحة وساندت مطالبها).
ولولا أن دوافع من يُردَّدون أن ما حدث فى 25 يناير 2011 لم يكن ثورة بل مؤامرة, معروفة جيداً ومرتبطة بمصالح معادية لأهداف هذه الثورة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لصارت برقية السيد وزير الدفاع وثيقة إدانة لهم وسنداً لمحاسبتهم على الأذى الذى يلحقونه بالقوات المسلحة.
غير أنهم لا يستحقون حتى هذه المحاسبة لأن قواتنا المسلحة أكبر من أن تؤثر فيها خزعبلاتهم التى قد تدفع البعض إلى التساؤل عن مغزى مساندتها للثورة لو كانت نتيجة لمؤامرة، أو لخطط غربية أو أمريكية، إلى آخر هذه الهلاوس.
لا تحتاج ثورة 25 يناير إلى دفاع عنها لأن حملات القوى المضادة لها مفهومة فى ظل تناقض مصالحها مع حقوق أغلبية المصريين فى الحياة الحرة الكريمة. ومعروف أن لكل ثورة قوى مضادة لها تكون عادة هى الأقوى فى المرحلة الأولى لما تملكه من قدرات وإمكانات مالية وإعلامية، ولأن شبكات المصالح التى تجمعها تتيح لها عملاً منظماً وممنهجاً إما لاختطاف هذه الثورة والقفز عليها، أو لشن هجوم عنيف ضدها وشيطنة أنصارها. وقد سجل التاريخ مثل هذا المشهد مرات منذ الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789، ويسجله الآن فى مصر. ويفيدنا هذا التاريخ أن القوى المضادة للثورات الشعبية تستطيع الانقضاض عليها لبعض الوقت، ولكنها لا تلبث أن تنكشف مجدَّدا أمام من تنجح فى تزييف وعيهم.
لا خوف على أهداف الثورة إذن لأنها باتت مغروسة فى نفوس معظم المصرين. ولا قلق أيضاً من تداعيات هلاوس أعدائها على صورة القوات المسلحة التى يقول وزير الدفاع بشجاعة مرة أخرى أنها ثورة الشعب التى انطلقت فى يوم مجيد من أيام الوطنية المصرية. فالقوات المسلحة لا تحمى أعمالاً تآمرية أو تدخلات أجنبية، بل تساند أهداف الشعب فى الحرية والكرامة.