بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لم تكن حال إدارة الرياضة فى مصر على ما يرام فى أى وقت. الاختلالات فى هذا القطاع قديمة، لكن تجلياتها تتفاوت من مرحلة إلى أخري. وليست جديدة، بالتالي، الفوضى الراهنة فى إدارة كرة القدم، وارتباطها بتواضع أداء الاتحاد المسئول عن هذه اللعبة.
غير أن نشوب هذه الفوضى عشية انطلاق الدورة الثانية والثلاثين لكأس الأمم الإفريقية يزيد خطرها. كان مفترضاً أن ترتفع الأندية المتنافسة فى مسابقة الدورى المصرى إلى مستوى المسئولية، وأن يحاول اتحاد كرة القدم تحسين أدائه، فى هذا الوقت الحرج، من أجل تركيز الجهود, وتكاملها, فى دعم منتخبنا الوطني, والاستعداد للمسابقة القارية التى تزداد أهميتها فى عام الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي.
لا نكاد نجد فى العالم، أو على الأقل فى دول لديها تاريخ طويل فى مجال كرة القدم، أزمات حادة بشأن جدول مباريات مسابقة الدوري، وصراعات على مواعيد إقامة مباريات مؤجلة لبعض الفرق، وتقصيراً فى وضع معايير واضحة وصارمة تطبق على الأندية جميعها.
وربما لا يعرف مجلس اتحاد كرة القدم الحالى أن حسن تنظيم العمل أحد أهم عوامل النجاح، وأن ضبط الوقت جزء لا يتجزأ من هذا التنظيم. ولذا، كان مفترضاً الانتهاء من مسابقة الدورى العام فى موعدها، حتى إذا لم نكن مرتبطين بمسابقة كأس الأمم الإفريقية0 وليس طبيعياً, بأى حال، أن تؤدى مشاركة فريق، أو أكثر، فى مسابقة قارية إلى مثل هذا الارتباك المدهش الذى أنتج فوضى فى المسابقة المحلية.
فقد انتهت فى مواعيدها مسابقات الدورى والكأس فى دول أوروبية شاركت بعض أنديتها فى مسابقتى دورى الأبطال، ودورى أوروبا، علماً بأن انجلترا لديها مسابقتا كأس اثنتان «كأس الرابطة، وكأس الاتحاد»، وليست واحدة. وفى إفريقيا، وصل فريقان أحدهما تونسى والثانى مغربى إلى نهائى دورى الأبطال، ولم تحدث صراعات حول المسابقات المحلية فى البلدين.
والمهم الآن، أن يتعاون الجميع لتحييد تداعيات مازالت مستمرة لفوضى إدارة مسابقة الدورى قبل أن تبدأ كأس الأمم الإفريقية، وألا نعيد إنتاج المشاكل التى أثرت فى أداء منتخبنا الوطنى فى مونديال روسيا.