تنحى مبارك
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تنحى مبارك

 فلسطين اليوم -

تنحى مبارك

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك يشعر بثقة مفرطة طول الوقت فى أن «كل شئ تمام»، وأن كل منتقديه إما مخطئين أو مضللين أو مخدوعين. وعندما تزداد الثقة عن حدها تؤدى إلى إنكار ما يحدث فى الواقع والاستهانة به.

استهان مبارك بتداعيات الأزمة السياسية التى أخذت تتفاقم فى النصف الثانى من العقد الماضى. وعندما بلغت هذه الأزمة ذروتها بعيد انتخابات 2010، استهان بالغاضبين عليها عندما أعلنوا برلماناً موازياً وقال «خليهم يتسلوا».

ورغم أن هذه الثقة اهتزت نسبياً عندما اندلعت الثورة، ظل على يقين بأن حكمه يتعرض إلى هزة عابرة. وسمعتُ وقتها من رجل سياسة وقانون احتفظ بمسافة من النظام والمعارضة وبعلاقة طيبة معهما ما يؤكد ذلك، بعد أن ذهب إليه يوم 30 يناير ناصحاً. فقد وجد مبارك فى عالم آخر، وقد وهنت صلته بالواقع. وهذا أحد ما يترتب على البقاء فى السلطة لفترة طويلة، إذ يحدث الانفصال عن الواقع تدريجياً، ويزداد كلما تقدم الحاكم فى العمر.

ومن هنا جاءت آلية تداول السلطة فى الديمقراطية، ووضع حد أقصى للفترة التى يمضيها الرؤساء فى مناصبهم. ورغم أن هذا لا ينطبق على النظام الديمقراطى فى صيغته البرلمانية، يستطيع قادة الحزب الحاكم الضغط على رئيس الوزراء للتخلى عن رئاسة الحزب، وبالتالى ترك منصبه إذا استمر فيه لفترة تتجاوز الحدود المعقولة. ورأينا ذلك فى بريطانيا بعد أن ظلت مارجريت ثاتشر فى رئاسة الحكومة لثلاث دورات برلمانية (1979-1990). فقد أرغمتها ضغوط قادة حزب المحافظين على الاستقالة التى قدمتها دامعة العينين فى لحظة فارقة حين بدأت ملامح انفصالها عن الواقع فى الظهور.

لم تغفر ثاتشر لقادة حزبها ذلك الموقف، وظلت تتهمهم بأنهم طعنوها فى الظهر بعد أن قادتهم إلى الفوز فى ثلاثة انتخابات. ولكن الحقيقة أنهم حافظوا عليها، وحفظوا لها إنجازاتها، عندما أنقذوها قبل أن يتراجع أداؤها وتسئ إلى نفسها .. وإلى حزبهم.لكن مبارك لم يجد فى نظام حكمه من ينقذه من نفسه، قبل أن تندلع الثورة فى وجهه، أو فى أيامها الأولى، بل دفعه معظم المحيطين به إلى نهايته المؤلمة حيث أنزله الشعب من المسرح «متنحياً»، بعد أن رفض النزول فى الوقت المناسب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنحى مبارك تنحى مبارك



GMT 07:04 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

تمييز ضد المرأة الرياضية

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 06:59 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

احترام سائقى «أوبر»

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday