بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لم يكن الأمر فى حاجة إلى نفى المبعوث الأمريكى جيسون جرينبلات ما يتداول حاليا مرة أخرى عن ضم جزء من سيناء إلى قطاع غزة، فى إطار الخطة الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط، التى يُطلق عليها إعلامياً صفقة القرن.
أعاد جرينبلات التذكير بتغريدة كان قد بثها فى فترة سابقة، وأكد فيها أن سيناء ليست ضمن هذه الخطة، وأبدى دهشته ممن يكتبون ويقولون ما لا يعلمون.
لكنه لم يضف أن هذه الخطة قد لا تتضمن قطاع غزة، وهو ما أشرتُ إليه فى اجتهادات الثلاثاء الماضى تحت عنوان إعلان صفقة القرن.
فثمة دلائل على أن معدى الخطة يعتقدون أن الوضع فى غزة بات مختلفا كثيرا عنه فى الضفة الغربية، بعد 12 عاما على الانقسام, وأنه صار مربكا لأى صيغة للحل.
ربما ترد إشارة فى الخطة إلى أن القطاع فى حاجة إلى إعادة إعمار بنيته التحتية المتهالكة، وآلاف المنازل المهدمة، دون الإقرار بطبيعة الحال بأن الاعتداءات الإسرائيلية هى التى هدمتها فوق رءوس ساكنيها.
وليس ترجيح استبعاد قطاع غزة من الخطة الأمريكية هو السبب الوحيد وراء عدم تفكير معديها فى سيناء.
يعرف كوشنر وجرينبلات جيدا أن مصر لا تقبل بأى حال انتزاع أى جزء من سيناء، وأن معظم الفلسطينيين لا يريدون إعادة إنتاج فكرة الوطن البديل فى أى سياق، حتى بشكل جزئي.
لكن هناك سببا آخر هو أنه لم يعد ثمة دافع للتفكير أصلا فى هذا الموضوع، بعد شطب قضية اللاجئين التى قد تقتصر معالجتها على تقديم تعويضات للأردن ولبنان.
ويعنى هذا أن موضوع سيناء لم يُطرح من الأصل فى عملية إعداد الخطة، لأن موقف الإدارة الأمريكية الحالية تجاه قضيتى القدس واللاجئين محسوم منذ أن دخل الرئيس ترامب البيت الأبيض.
كما أنه مرفوع من التداول فى المناقشات السياسية والأكاديمية قبل سنوات على انتخاب ترامب.
وعندما طُرح للنقاش فى بعض المنتديات الأمريكية والإسرائيلية فى العقد الماضي، كان مرتبطا بالبحث عن حل لقضية اللاجئين، وليس بإيجاد مكان لمطار أو منشآت أخرى لا تتطلب إقامتها مساحة كبيرة.