بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لم يكن إعلان نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن ترشحه لخوض السباق داخل الحزب الديمقراطى، سعياً للترشح فى انتخابات الرئاسة القادمة، مفاجئاً. لم يثنه المشهد المعقد فى هذا السباق عن خوض غماره، لينضم إلى عدد متزايد من الطامحين الذين يستعدون الآن لبدء الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطى فى فبراير القادم.
ولا يبدو أن انضمام بايدن إلى السباق يمثل حلاً لمشكلة صعوبة التوافق على مرشح يحظى بدعم الحزب كله، بل ربما يفاقم هذه المشكلة. يمثل بايدن اتجاهاً وسطياً ينظر إليه قطاع معتبر فى قاعدة الحزب بوصفه يمثل الماضى، وليس المستقبل. عمره المتقدم «76 عاماً» يعزز هذه النظرة.
لكن بيرنى ساندرز، اليسارى الذى نافس هيلارى كلينتون عام 2016 بشراسة، يكبره عمراً «78 عاماً». ولذا يبدو غير قادر على إقناع قطاعات تنحو إلى اليسار فى قاعدة الحزب، أى تتفق معه فى الاتجاه العام، ولكنها تتحفظ على استمرار الأجيال الأقدم فى تصدر المشهد السياسى. ومن أهم هذه القطاعات جماعات شبابية تقدمية يتفاوت حضورها فى الولايات.
لا تريد هذه الجماعات مرشحاً ديمقراطياً ذا توجهات يسارية فقط، ولكن صغير السن أيضاً. ولا يبدو أنها تتجه إلى توافق على أى من المتسابقين الشباب.
وتفيد مؤشرات أولية أن الكثير من جماعات الشباب التقدميين، وغيرهم ممن يميلون إلى اليسار فى قاعدة الحزب الديمقراطى، يفضلون ترشيح سيدة مرة أخرى. لكن المشكلة أن هذه القاعدة منقسمة بشدة، الأمر الذى سيؤدى حال استمراره إلى إضعاف فرص المتسابقات، وكذلك فرص المتسابقين الشباب، وربما كل من يميلون إلى اليسار لسببين. أولهما أن هذا الانقسام يُشتت الأصوات التى تذهب إلى الوجوه الجديدة سياسياً وجيلياً. والثانى أن المتسابقين من الشباب والنساء لن يجدوا تمويلاً كافياً لحملاتهم.
وفى هذه الحال، ستزداد فرصة بايدن، الذى تلقى تبرعات قيمتها 6.3 مليون دولار خلال 24 ساعة بعد إعلان ترشحه، لأنه قد يكون المستفيد الأول من تشتت أصوات القاعدة التى تسعى إلى تجديد شباب الحزب الديمقراطى. والأرجح أن يصب هذا كله فى مصلحة دونالد ترامب, ويزيد فرصة حصوله على فترة رئاسة ثانية.