بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لم يعد حصد بطولة محلية، أو حتى بطولة المسابقات كلها فى هذا البلد أو ذاك، كافياً لتحقيق الإشباع الناتج عن التفوق فى الألعاب الرياضية، كما فى كثير من المجالات الأخرى.
كان هذا كافياً حتى بداية الربع الأخير من القرن الماضى، حين بدأت مقدمات الثورة الرقمية التى غيرت مفهومى المكان والزمان فى العالم. لم تكن العولمة الاقتصادية والثقافية هى التى صنعت التحول الأكثر عمقاً فى حياة البشر، بل الثورة الرقمية التى تستعصى على أى محاولة للحد من تأثيرها، ولا يمكن لأى حواجز أو أسوار أن تعوقها.
ولذا، فعندما حصل نادى مانشستر سيتى على بطولة الدورى عقب مباراته الأخيرة فى 12 مايو الحالى، بعد أن نال كأس الرابطة الإنجليزية، بدت فرحة جمهوره ناقصة لأنه كان قد غادر دورى أبطال أوروبا. ولم تكن الفرحة كاملة، أيضاً، عندما فاز بكأس الاتحاد الإنجليزى السبت الماضى.
لا يكفى حصد البطولات المحلية كلها، إذن، لتعويض البطولة القارية، أو إزالة الغصة المترتبة على فقدها. ولم يشفع الأداء المتميز فى موسمين متواليين لفريق عجز عن الحصول على هذه البطولة، أو حتى بلوغ دورها النهائى فى هذين الموسمين.
وربما يسهم خلو تاريخ النادى من لقب دورى أبطال أوروبا فى تفسير عدم كفاية حصوله على البطولات المحلية. فهو النادى الإنجليزى الكبير الوحيد الذى أخفق فى الحصول على هذا اللقب، بعد أنه ناله كل من مانشستر يونايتد، وليفربول، وتشيلسى، فضلاً عن حلول أرسنال فى مركز الوصيف عام 2006، وبلوغ توتنهام الدور النهائى ليواجه ليفربول فى أول يونيو المقبل. كما أن احتمال استبعاد السيتى من المسابقة القارية المقبلة، بسبب اتهامه بخرق قواعد الملعب النظيف مالياً، يقدم تفسيراً إضافياً لحال جمهوره.
ولذا، ربما يكون جمهور أندية أوروبية كبرى أخرى, غادرت مسابقة دورى الأبطال، أكثر فرحاً للفوز ببطولة الدورى فى بلادها، مثل برشلونة وبايرن ميونيخ اللذين حمل كل منهما اللقب القارى خمس مرات، ويوفنتوس الذى ناله مرتين وإن كان آخرهما عام 1995، أى أن معظم جمهوره الراهن لم يحتفل به.