بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
يخلط كثير من وسائل الإعلام بين المجموعات التابعة لتنظيم «داعش», وتلك المرتبطة بتنظيم القاعدة فى ليبيا0 ويزداد هذا الخلط منذ الضربات التى نفذتها القوات الجوية المصرية ضد تجمعات ومعسكرات كان لها دور فى الإعداد والتخطيط لعملية المنيا الإرهابية يوم الجمعة الماضى. فقد أشارت معظم التقارير والمقالات التى بثتها ونشرتها كثير من وسائل الإعلام إلى مراكز تابعة لما يسمى مجلس شورى المجاهدين فى درنة رغم أنه تابع لتنظيم «القاعدة» وليس تنظيم «داعش» الذى كان واضحاً من اللحظة الأولى أن هذه العملية تحمل بصماته المشئومة0 ورغم أن تنظيم «القاعدة» لا يقل إرهاباً عن «داعش», فهما يتصارعان على تصدر قيادة الإرهاب العالمى. كما أن الخلط بينهما يضر جهود مواجهة الإرهاب في مجملها0
وربما يعود هذا الخلط إلى أن ما يسمى مجلس شورى مجاهدى درنة أكثر شهرة منذ تأسيسه نتيجة تعاون بين موفد زعيم ـ القاعدة ـ أيمن الظواهرى الى ليبيا عام 2011 أبوانس الليبى وجماعة أنصار الشريعة التى كان بعض أبرز قادتها مع بن لادن أثناء وجوده فى السودان فى التسعينيات0 ولذلك أصبح هذا المجلس معروفاً لوسائل الإعلام أكثر من المجموعات التى أسست فرع «داعش» فى شرق ليبيا عام 2014 0 ويبدو أن التقارب بين اسم أبرز هذه المجموعات (مجلس شورى شباب المجاهدين) واسم مجلس شورى مجاهدى درنة أسهم فى هذا الخلط0 وضم «داعش» أيضاً مجموعة تسمى تنظيم مجاهدى ليبيا, وعناصر منشقة على الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم «القاعدة» بقيادة أبوعبد الله الليبى.
وأصبحت درنة مركز ما يسمى «ولاية برقة» التابعة لتنظيم «داعش». ولكن تصاعد الصراع على درنة فى العامين الماضيين أدى إلى إخراج معظم مسلحى «داعش» منها وأصبح وجودهم مركزاً فى بعض أطرافها, وخصوصاً فى جنوبها الغربى عند محور الظهر الأحمر شرق عين مارا, وفى مناطق مجاورة مثل وادى الناقة والكوروفاث السبعة وضاحية الفتائح الجبلية. والأرجح أن الإعداد لعملية المنيا حدث فى معسكرات أو مراكز تقع فى بعض هذه المناطق التى تمثل مصدر الخطر الإرهابى الأول فى اللحظة الراهنة.