د. وحيد عبدالمجيد
لا تحب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى مقارنتها بمارجريت تاتشر التى سبقتها إلى زداوننج ستريتس فى الفترة من 1979 إلى 1990. ولذلك تفضل تجاهل من يصفها بالوصف الذى سبق أن أُطلق على تاتشر زالمرأة الحديديةس.
ولا يغير ذلك حقيقة أنها حديدية هى الأخرى، وإن بطريقتها الخاصة. برز دورها تدريجياً فى حزب المحافظين البريطانى، وأثبتت جدارة فى نشاطها البرلمانى، مثلما ظهر نجاحها فى عملها الوزارى عندما تولت مهمة صعبة بتعيينها وزيرة للداخلية عام 2010، فى لحظة كان الإرهاب يتأهب لبدء مرحلة جديدة فى مساره.
فقد أدارت ملفات الإرهاب بصرامة، ولكن دون أن يخطر فى بالها أن الحريات الواسعة تعوق الأمن. ولذلك فعندما سُئلت عما إذا كانت وجدت تعارضاً بين الأمن والحرية خلال تجربتها، أجابت بوضوح: (لابد من المحافظة على الحريات لأن تقييدها يعنى أن الإرهاب بدأ ينتصر علنياً ويتحكم فى نمط حياتنا).
ولكن ماى، التى كرست حياتها لعملها، تتميز بأناقة لافتة وحب شديد لارتداء آخر صيحات الموضة. ولذلك لم يكن غريباً أن تسعى مجلة زفوجس الأمريكية لإجراء مقابلة معها نشرتها فى عددها الصادر أول أبريل الحالى، مصحوبة بصور مميزة التقطتها عدسة المصورة الرائعة آنى ليبوفيتز التى تعتبر أحد أبرز المصورين الصحفيين فى العالم اليوم.
وحرصت ماى على أن تبدو بسيطة، وهى تتحدث عن زمدرستهاس فى التعامل مع الموضة. تحدثت معاييرها فى اختيار ملابسها، وقالت إن قضاء معظم الوقت فى العمل لا يمنعها من الاستمتاع بمتابعة الجديد فى عالم الأزياء، واعتبرت ذلك نوعاً من التحدى: (من المهم أن تثبت المرأة قدرتها على القيام بعمل شاق، ولا تتخلى فى الوقت نفسه عن اهتمامها بالأناقة).
ولكنها كانت متحفظة فى الملابس والأحذية التى ارتدتها، إذ تجنبت أكثرها فخامة وأغلاها سعراً، لكى تحرم أعداء النجاح والتميز من تكرار الهجوم عليها بسبب ارتدائها ثياباً يعتبرونها باهظة الثمن. ومع ذلك بدت بالغة الأناقة فى كل الصور التى التقطتها عدسة ليبوفيتز.
ورغم أن ماى ليست السياسية الأولى التى تتجاوز الموروث التقليدى الذى يدفع الكثير من السيدات الناجحات فى هذا المجال لارتداء أزياء قريبة الشبه من ملابس الرجال، فقد تمكنت من إزاحته خطوات أخرى إلى الوراء.