أكذوبة «ما بعد الحقيقة»
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

أكذوبة «ما بعد الحقيقة»!

 فلسطين اليوم -

أكذوبة «ما بعد الحقيقة»

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

كثيرة هى الاجتهادات بشأن التحولات الواسعة التى حدثت خلال 2016 0 بعضها براَّق، وكأنه يحمل كشفاً عبقرياً أو يقدم نظرية جديدة لفهم ما يحدث حولنا، رغم أنه يعبر إما عن سوء فهم وإدراك، أو عن ميل إلى إحداث «فرقعة» فكرية دون وعى بخطرها.

وينطبق ذلك، أكثر ما ينطبق، على فكرة «ما بعد الحقيقة» وخصوصاً بالطريقة التى قدمتها بها مجلة «إيكونومست» مؤخرا، ونقلها عنها كثيرون. وهذه الفكرة ليست جديدة، إذ عبر عنها باحثون ومفكرون بعبارات مختلفة خلال العامين الأخيرين، وبلورتها المؤرخة الأمريكية آن أبلياوم فى «واشنطن بوست» فى أول يونيو الماضى بطريقة أقرب ما تكون إلى المنهج العلمى. وتقوم الفكرة على أن التوسع الهائل فى حجم المعلومات المتاحة للناس، ونموها المتواصل، يؤدى إلى صعوبة تقييمها والتحقق منها.

ويُمَّثل هذا التطور خطراً فادحاً على العلم والمعرفة، كما على أنماط الحياة وأنساق القيم، فى مختلف المجتمعات. ولذلك ينبغى العمل من أجل مقاومته، وتقليل أضراره، وليس الاستسلام له وترسيخه عبر اعتباره من المسلمَّات الجديدة التى ينبغى قبولها.

وتتطلب هذه المقاومة عملاً جاداً يقوم به المجتمع المدنى لوضع مبادئ ومعايير أخلاقية تضع حداً لنشر الأكاذيب وتشويه المعلومات وترويج الشائعات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى. وينبغى إعطاء اهتمام خاص لهذه المواقع، وتطوير آليات لتعقب ظاهرة «الكتائب الالكترونية» التى يزداد استخدامها للتلاعب بالمعلومات، وتنظيم حملات لتحقيق أهداف محددة، وشن هجمات منظمة ضد الخصوم، اعتماداً على أن معظم جمهور «الانترنت» محدود المعرفة وضعيف الذاكرة، الأمر الذى يُسهل مهمة من يسعى إلى التلاعب به. فقد نقلت ظاهرة «الكتائب الالكترونية» ما أسماه الكاتب الإيطالى الراحل مؤخراً أومبرتو إيكو «أثر الزيف فى صناعة التاريخ» إلى مستوى نوعى أعلى بكثير، وعلى نطاق كمى أوسع. وما هذه الظاهرة إلا أداة من أدوات تُستخدم الآن لحرف تكنولوجيا الحرية عن مسارها إلى اتجاه معاكس عبر التلاعب بالمعلومات وصناعة الأكاذيب إلى الحد الذى يدفع إلى الاعتقاد بأن الحقيقة ليست أكثر من رواية يمكن أن تكون كاذبة، لأن هناك رواية أو روايات أخرى مصنوعة بطريقة محترفة، وحينئذ يفقد الناس الثقة فى كل شىء, ويتيسر خداعهم بأى شىء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكذوبة «ما بعد الحقيقة» أكذوبة «ما بعد الحقيقة»



GMT 07:04 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

تمييز ضد المرأة الرياضية

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 06:59 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

احترام سائقى «أوبر»

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:57 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان
 فلسطين اليوم - تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday