بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لم تكن هناك مفاجأة فى حصول النجم الكرواتى لوكا مودريتش على لقب أفضل لاعب فى أوروبا 2017-2018، وحصول نجمنا الموهوب محمد صلاح على المركز الثالث. وقل مثل ذلك عن اختيار النجم البرتغالى رونالدو أفضل مهاجم فى أوروبا.
مازال المشوار طويلاً أمام النجم المصرى فى أوروبا. ويمكنه الحصول على أحد اللقبين، أو كليهما، فى مواسم لاحقة إذا حافظ على أدائه، واحتفظ بالسمات الطيبة التى تميزه. التواضع الجميل أهم هذه السمات على الإطلاق. وهذا ما ينبغى أن يلتفت إليه صلاح، حتى لا يتسرب أى قدر من الغرور إلى داخله.
وليته يراجع سلوكه فى الأيام الأخيرة، سواء فى طريقة إدارة خلافه مع مجلس اتحاد كرة القدم، أو فى رد فعله على خسارته اللقبين اللذين كان مرشحا لهما.
انتقدت مجلس اتحاد الكرة مرات فى هذا المكان. وهو يتحمل جزءا من المسئولية عن تصاعد الخلاف الذى بدأ برسالة وكيل صلاح. ولكن النجم الكبير مسئول بدوره عن تصاعد خلاف كان سهلاً تجنبه. لم يلحظ طريقة وكيله المتعجرفة, وإن حاول تصحيحها بشكل غير مباشر فى الفيديو الذى بثه.
ولو أن لغة وكيله فى مخاطبة الاتحاد تماثل الطريقة التى تحدث هو بها، لاختلف الأمر. لكنه دافع عن وكيله بشكل كامل، وبدا أن هذه الطريقة المتعجرفة لا تزعجه. وهذا مؤشر سلبى.
رد فعله عقب إعلان فوز موديرتش باللقب قد يكون مؤشرا سلبياً ثانياً. بدا أنه فوجئ رغم أن النتيجة كانت متوقعة، لأن القواعد والمعايير الموضوعية التى يقترع على أساسها النقاد والمدربون تختلف عن الدوافع العاطفية التى تحكم تصويت الجمهور. موديرتش فاز بجائزة أفضل لاعب فى المونديال، ونال لقب رجل المباراة ثلاث مرات خلاله، فضلاً عن أدائه المميز مع ناديه ريال مدريد الفائز بلقب دورى أبطال أوروبا.
لم يشكر صلاح أحدا فى كلمته بعد النتيجة، بل شكر نفسه ضمنيا، وتباهى بأنه حقق ما لم يحققه مصرى أو إفريقى من قبل، بخلاف موديرتش الذى شكر ناديه والمنتخب الوطنى الكرواتى، ولم يُمجدَّ نفسه.
وهذا درس لمن يريد أن يواصل الإنجاز. لا تُمجَّد نفسك، واترك الحكم عليك للناس، وللتاريخ.