بقلم:د. وحيد عبدالمجيد
لا يحتاج الأستاذ سمير عطالله إلى شهادة بأنه أحد أكبر الكتاَّب العرب ولذا فهمتُ حديثه عن أننى أنزلته من مرتبة الكاتب الكبير فى اجتهادات يوم 25 مايو الماضى إلى الكاتب المعروف فى اجتهادات يوم الأول من يونيو الحالى باعتباره دعابة لأنه كاتب كبير ومعروف فى آن معاً وقليل من تنطبق عليهم الصفتان فى مرحلة تراجع ثقافى عربى صار أكثر الكتاب الكبار فيها غير معروفين إلا فى أوساط محدودة0
القصة، لمن لم يتابعها، بدأت بتعليق كتبته هنا على بعض ما ورد فى زاوية الأستاذ عطالله فى صحيفة «الشرق الأوسط» لإلقاء ضوء على المرحلتين اللتين مر بهما الأستاذ محمد حسنين هيكل فى كتابة كتبه التى تعود أن يكتبها بالإنجليزية أولاً، وهما مرحلة ترجمة الكتاب بواسطة مترجم أو كاتب آخر, ثم المرحلة التى كان يكتب فيها نصاً موازياً بالعربية. كما نشرتُ رسالة من الأستاذ محمد سلماوى حول هذا الموضوع.
وعاد الأستاذ عطالله فى زاويته يومى السبت والأحد الماضيين إلى التعليق على ما تضمنه الاجتهادان. انصب الجزء الأكبر من تعليقه على رسالة الأستاذ سلماوى التى تضمنت معلومات منه لم تنشر من قبل حول رأى الأستاذ هيكل فى ترجمة أشرف عليها الأستاذ عطالله، وليس فيه ما يقلل قيمة هذه الترجمة.
والحال أن تجربة هيكل فى كتابة الكتاب مازالت تحتاج إلى دراسة لأن الاهتمام بأسلوبه فى كتابة مقالاته طغى عليها. وهذا مفهوم لأن المعنيين بالكتاب عموماً أقل بكثير ممن يهتمون بالمقالات. وهذا اهتمام واجب لأسباب معرفية، وليس «لحراسة الإرث الهيكلى»، ولا يُعد «مناقشة خارج النقاش»، بخلاف ما يراه الأستاذ عطالله. فقد لاحظت أنه تعامل مع هذه المناقشة، خاصة ما ورد فى رسالة الأستاذ سلماوى، بشىء من الحساسية لم أعهده لديه من قبل، وهو المثقف المنفتح المؤمن بأهمية الحوار.
كما أن هذه المناقشة تعاملت مع ما طرحه بكل تقدير، ولم يرد فيها تصحيح لما قاله بل توضيح له. وحين يعود إلى نص اجتهاد 25 مايو يجد فيه ما يلى: (فى الجزء الثانى من رواية عطالله ما قد يُفهم خطأ بخلاف ما قصده). والحال أن تجربة الأستاذ هيكل فى الكتابة بلغتين ما زالت تحتاج إلى مناقشات أوسع نطاقاً.