الحب فى زمن الجنون
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الحب فى زمن الجنون

 فلسطين اليوم -

الحب فى زمن الجنون

بقلم د. وحيد عبدالمجيد

غريب أمر هذا العالم. يظن من يتابع طقوس عيد الحب «فالنتاين»، الذى يحل مرة أخرى اليوم، أن الأصوات التى تُحرَّض على كراهية الآخر ترتفع فى كوكب بعيد. لا تقتصر هذه الأصوات على منطقتنا التى تحصد حروبها الأهلية وصراعاتها العنيفة أرواحاً، وتُخرَّب أخري. ترتفع أصوات كراهية الآخر الآن فى الغرب الذى سبق العالم إلى ثقافة التسامح وقبول الاختلاف. شهد العام الذى مضى منذ 14 فبراير 2016 انحساراً غير مسبوق لهذه الثقافة فى قطاعات متزايدة من المجتمعات الغربية. ولذلك أصبح المشهد يدل على أننا ذهبنا إلى زمن الجنون مرة أخرى بطريقة مختلفة عن سابقاتها التى شهد النصف الأول من القرن العشرين آخر تجلياتها فى حربى 1914-1918، و 1939-1945. 

ومع ذلك يحتفل من تمتلئ قلوبهم بكراهية المختلفين معهم سياسياً أو دينياً أو مذهبياً أو عرقياً بـ«فالنتاين». ويغرق بعضهم فى طقوس هذا اليوم كما لو أن قلوبهم تنبض خيراً وجمالاً وتسامحاً. وهم يشبهون أولئك الذين لا تعدو الأديان لديهم طقوساً شكلية يؤدونها بطريقة آلية فى أماكن العبادة وغيرها، ثم يجعل هذا أو ذاك منهم دينه حاجزاً مع الآخر، ودافعاً إلى قتله أو إقصائه أو الحط من شأنه. 

كارهو الآخر المختلف لا يمكن أن يحبوا أحداً، لأن قلوبهم خاوية مثل أرواحهم. وليس فى إمكان قلوب لا تعرف معنى التسامح على المستوى العام أن تنبض حباً حقيقياً فى المجال الخاص. 

يضيق العالم فى زمن الجنون الجديد بأفكار التسامح من جون لوك (1632-1704) إلى كارل بوبر (1902-1994). يبدو التمسك بها اليوم مثل القبض على الجمر. كان كارهو الآخر يجادلون فى مراحل سابقة بأنهم لا يستطيعون التسامح مع من لا يؤمنون بالديمقراطية والحرية. وكان بوبر يوضح عدم إمكان تجزئة التسامح، ويشرح كيف أننا جميعاً قابلون لأن نخطئ، وأن واجب كل منا مقاومة الوقوع فى أسر الشعور البالغ الخطر بأنه الذى يملك الحقيقة دائماً. 

أما كارهو الآخر اليوم فهم يكرهون كل من يتخيلون أنه قد يكون خطراً عليهم، ويعاقب بعضهم شعوباً بأسرها، ثم يذهبون للاحتفال ب«فالنتاين». حقاً إنه زمن مجنون أكثر من أى مرحلة مضت منذ أن عرف العالم معنى التسامح، وعلاقته بالحب والخير. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب فى زمن الجنون الحب فى زمن الجنون



GMT 07:04 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

تمييز ضد المرأة الرياضية

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 07:01 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

بطرس المُعَلِّم

GMT 06:59 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

احترام سائقى «أوبر»

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday