بقلم: صلاح منتصر
منذ أيام ذكرت الأنباء أن اتفاقا وشيكا بين مصر وروسيا يقضى بقيام روسيا بتقديم قرض لمصر قدره 25 مليار دولار، تنفق منه روسيا على إقامة وحدات المحطة النووية الأربع التى ستقام فى الضبعة . ولا بد لأى مصرى أن يتوقف أمام الرقم المهول الذى سنحوله لأبنائنا ليتولوا سداده من أجل المحطة النووية المخطط اقامتها فى الضبعة ويسأل : أليس من واجبنا تجاه أبنائنا أن نخفف عنهم أعباء الديون التى نحيلها اليهم إذا كان فى الامكان عدم تحميلهم بها ؟ ان جزءا كبيرا من الذى ندفعه اليوم جرى بسبب أخطاء الآباء فهل مكتوب على كل جيل أن يحول الى الجيل الذى بعده ما لا يستطيع تحمله ؟
لقد توقفت طويلا أمام محطة كهرباء بنى سويف العملاقة وسألت السؤال البسيط : إذا كنا قادرين على أن نبنى فى ثلاث سنوات فقط هذه المحطة بالطريقة التى نعرفها فى إنتاج الكهرباء ، فلماذا المخاطرة فى مجال لا نعرفه هو مجال الطاقة النووية ونبنى فى الضبعة محطة نووية بنفس الطاقة (4800 ميجاوات) يستغرق بناؤها بين 8و12 سنة وبتكلفة عشرة أضعاف؟ (تتكلف محطة بنى سويف 2 مليار يورو والضبعه 25 مليار دولار والاثنتان انتاجهما واحد) فهل لدينا من السعة فى الدخل والثروة ما يجعلنا ندخل هذه المخاطرة؟
ثم سؤال آخر يتعلق بوقود المحطتين وهو بالنسبة لمحطة بنى سويف سهل ومعروف ولا تحيطه أمور فنية معقدة يصعب توفيرها، بينما فى وقود المحطة النووية يجرى الاعتماد على مصدر واحد من مورد واحد نصبح رهن التزامه ، بحيث بدونه يستحيل تشغيل المحطة . وقد تحدث من الأمور التى لا نعرفها مايهدد التوريد . وأمامنا نموذج رد فعل روسيا على حادث سقوط طائرة لها فوق سيناء ؟
ثم سؤال ثالث حول مخاطر المحطتين الكهربائية والنووية ، والمحطتان هدفهما واحد وهو إنتاج الكهرباء وبطاقة واحدة، ولكن أحداهما مخاطرها معروفة ومألوفة وليست لها نفايات خطيرة، بينما المحطة النووية لها مخاطر لا يمكن تجاهلها فى إدارتها وفى نفاياتها ، فلماذا المخاطرة فى مجال سيتطور عالميا بالتأكيد عندما يبدأ تشغيله ؟