بقلم صلاح منتصر
أرجو ألا يغضب الذين تولوا تنظيم زيارة اللاعب العالمى «ميسي» إذا قلت إن الزيارة لم تحقق هدفها، فلم يكن متصورا أن يأتى ميسى لزيارة مصر مدة خمس ساعات يعود بعدها لبلده ونفرح لأن الزيارة نقلتها أكثر من 20 قناة أبرزت صورة الأهرام التى أضيئت ليلا بنور أزرق غير مبهج ، ولكن دون أن يعرف العالم بل والمصرى العادى لماذا جاء ميسى وما هى رسالته وعلاقته بمرض فيروس سى ؟
والمعروف أن مرض فيروس سى مرض خطير يحدث نتيجة عدوى ويؤدى إلى التهاب الكبد ولا تظهر أعراضه إلا فى مرحلة عادة مايكون تدمير الكبد قد وصل أقصاه. وهذا المرض من الأوبئة التى انتشرت فى كل العالم، ولكن بالنسبة لمصر فقد بلغ انتشاره إلى درجة أن أصبحت مصر الدولة رقم واحد فى نسبة انتشاره .
وكما سبق أن إنتصرت مصر بجهود تستحق التقدير على الملاريا والسل والبلهارسيا وشلل الأطفال وهى أمراض ذهب ضحيتها الملايين قبل أن تصبح اليوم قابلة للشفاء، كذلك بدأت جهود تستحق التحية والتقدير بقيادة لجنة قومية فى مصر نذرت جهودها لمواجهة فيروس سى، وبعد تجارب عديدة واتصالات بمراكز وشركات العالم تم التوصل إلى الدواء الفعال الذى ثبت نجاحه فى العلاج بنسبة 95% وتصنيعه فى مصر بتكلفة منخفضة نجحت فى علاج ملايين مرضى الفيروس فى مصر .
ولأن هناك فى أنحاء العالم ملايين آخرين ينتظرون العلاج ويقفون فى دولهم فى طوابير انتظار تصل إلى عامين حتى يأتى دورهم فى الوقت الذى أصبح العلاج موفورا ومؤكدا فى مصر، كانت فكرة الاستعانة بنجم مشهور مثل «ميسي» يدعو مرضى العالم للعلاج فى مصر. ولم ينطق ميسى فى الحفلة التى أقيمت له بجملة واحدة يسمعها العالم منه لدعوة المرضى للعلاج فى مصر وإنما اكتفى بصورة كفه مكتوبا عليها stop to wait وهى عبارة صعبة الفهم معناها للمريض الذى ينتظر فى بلده دوره فى العلاج أن «كفاية انتظار». ورأيى أنها جملة لا تحقق المطلوب، وتقتضى الإمساك بالفرصة وتوضيح دعوة «ميسي» ونشرها وعلى أساس أن مصر أصبحت مركز العلاج الأول لمرضى فيروس سى فى العالم بأقل التكاليف .