بقلم : صلاح منتصر
ليس من عاداتنا العمل فى شهر رمضان . فرمضان هو شهر الراحة والمسلسلات، ولم يحدث أن أخلت الدولة بهذه القاعدة وأعلنت عن افتتاح مشروع لها فى شهر رمضان حتى لا تقلق الملايين الذين يتصورون أن العبادة هى الصلاة والصوم ولا يعرفون أن العمل ركن من أركان العبادة لايقل أهمية بل ويزيد أحيانا.
تخفض الدولة رسميا مواعيد العمل وتصبح من التاسعة والنصف إلى الثانية والنصف. خمس ساعات تمضى الوزارات والمصالح منها ساعتين كل صباح فى سرد تفاصيل مسلسلات الليلة السابقة حسب المسلسل الذى يختص بمتابعته كل زميل وزميلة فى العمل بما يضمن مشاهدتهم مختلف المسلسلات! وهناك ساعة على الأقل فى صلاة الظهر وساعة للإعداد فى المرواح ، بحيث لا تكون هناك أكثر من ساعة واحدة للعمل !
كسر الرئيس السيسى هذه القاعدة وأعلن عن افتتاح واحد من أهم المشروعات القومية وأضخمها فى شهر رمضان . التواجد فى السابعة صباحا أعلى كوبرى روض الفرج . هكذا كانت التعليمات للمدعوين مما يعنى أن يبدأ يوم العمل بعد الفجر بقليل.
العمل أولا ، هذا مبدأ أساسى فى مشروع السيسى بدأه من أول يوم تسلم فيه المسئولية و يعمل بإخلاص لنشره بين الناس . وتعمده أن يفتتح مشروعا بهذه الضخامة فى شهر رمضان وفى يوم العاشر من رمضان بالذات يعنى أنه يريد تأكيد مبدأ العمل أولا وتغيير ثقافة العاملين .
وقديما كانت وظيفة الوزير وظيفة المرتاحين الذين بيدهم القرار . الذين يقرر كل منهم متى يذهب إلى الديوان ومتى يخرج منه حسب مزاجه. الرئيس لم يعد يترك للوزير أن ينعم بمزاجه . قال لهم: حتتعبوا معايا, وأوفى فعلا بالوعد . فى الصباح الباكر يوم الأربعاء تواجد الوزراء فى موقع افتتاح مشروعات الطرق العملاقة عند روض الفرج ومنها إلى مقر مجلس الوزراء لحضور الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء برئاسة المهندس مصطفى مدبولى . الوزير اليوم أصبح أكثر موظفى الدولة عملا وإلتزاما ، وأملنا أن يصبح كل الموظفين مثل الوزراء !