بقلم - صلاح منتصر
سامحك الله يادكتور أسامة الغزالى حرب، فقد اتصل بى الخميس الماضى بعد أن قرأ كلمتى عن وحش قرية مركز دسوق الذى حاول اغتصاب طفلة رضيعة لم تتجاوز 18 شهرا ليرجونى أن أستدعى موقع «جوجل» وأطلب «نكاح الرضيعة» ، وقد فعلت استجابة لوعدى للدكتور أسامة وقرأت العجب. فقد كنت أتصور أن الموضوع محل استنكار ودهشة وإذا بى أفاجأ بأن موضوع «نكاح الرضيعة والتمتع بها» حوله جدل وأن علماء كثيرين يؤيدون عقد النكاح على الصغيرة، أى الزواج من الصغيرة، وأتأدب كثيرا فيما أنقله حتى لو كان على ألسنة من ينتسبون لرجال دين، فالقاعدة عندى أن أستفتى عقلى وقلبى وهو أمر يحكمه رقى ثقافة الإنسان بحكم التطور الذى شهده العالم .
ولا يستطيع عقلى أو قلبى أن يقر بعض الآراء قبل أن أخضعها «لقانون الإنسانية» التى هى جوهر كل الشرائع والأديان. وهذا القانون لا يمكنه تصور رجل فى سن الرجولة يباشر ما أحله الله فى الزواج، مع صغيرة فى سن الرضاعة أو حتى فى السادسة أو التاسعة.
وأنتقل إلى رسالة قصيرة استوقفتنى تلقيتها على تليفونى من ا. د محمد الخولى تقول : «ردا على مقالكم اتركوهم يرجموه.. نحن لا نعيش فى غابة». والدكتور الخولى يقصد السطور التى عبرت فيها عن غضبى على وحش الرضيعة وفضلت لو ترك رجال الأمن هذا الوحش لأهالى البلدة يطفئون نيران غضبهم بطريقتهم.
وأسال الدكتور الخولى : هل هناك غابة يغتصب فيها كبار الحيوانات الصغار بهذه الصورة؟!. هل يغتصب أسد أو نمر أو فهد شبلا صغيرا من نوعه أو من نوع آخر؟ حتى القتل عند حيوانات الغابة نخطئ عندما نسميه قتلا بل هو صيد لطعام يسد به آكل اللحوم جوعه. فإذا اصطاد طعامه أكل ما يكفيه ولا يزيد وبعد ذلك لا يعتدى ولا يهاجم ولا يقتل أى حيوان آخر. ويقف الجميع الأسود مع الغزلان فى أمان يشربون من ماء بحيرة واحدة. أما الحيوانات النباتية فغذاؤهم متوافر فى الغابة دون اعتداء على حيوان آخر . فى الغابة تقاليد وسنن ياريت نقلدهم ونعمل بها !