بقلم صلاح منتصر
لابد أن نكون لصوصا حتى يبيع لنا مطار الأقصر زجاجة المياه الصغيرة العادية تعبئة مصر بـ32 جنيها وفنجان الشاى بـ65 جنيها وكيس الشيبسى الصغير الذى نجحت الإعلانات فى غزو ارادة الأطفال به بـ33ج . تصورت البائع «بيهزر» وأنا أطلب منه زجاجة مياه ولكنه أكد لى أن ما يقوله صحيح، واسأل موظف الخزينة. وسألت الموظف الواقف أمام الخزينة فأكد لى الأسعار التى ذكرتها مضيفا أن هذه هى أسعار السياحة التى قررتها وعلى استعداد أن يرينى القرار السياحى بتحديد هذه الأسعار مضيفا أنها ليست مقصورة على مطار الأقصر بل فى مطار أسوان وكل المطارات المصرية .
ولم أخجل وأنا أعيد زجاجة المياه الى البائع رافضا دفع هذا المبلغ الذى اعتبرته اهانة لى لأن معناه أننى إما حرامى أو مرتش أو تاجر مخدرات أو سلاح ولا أعرف قيمة الفلوس حتى أشترى «سنتى المياه» المعبأة فى زجاجة..السنتى بجنيه !
واذا كنت قد استطعت أن أروض نفسى فقد شاهدت أبا يضرب ابنه الصغير لتعلقه بكيس شيبسى وجد الأب أن ميزانيته لا تسمح له بدفع 33 جنيها ثمنا له بينما الصغير لا يعرف معنى ألا يكون الأب غير قادر على تلبية طلب صغير له مثل هذا الطلب !
والواقع أننا بطريقة غير مباشرة نذبح السياحة لو تصورنا أن هذه الأسعار التى تعتمدها وزارة السياحة أسعار بسيطة بالنسبة للسياح يمكنهم دفعها، فالسائح ليس عبيطا والنوعيات التى تأتى الى مصر ليست من طبقة المسرفين بل من محدودى الدخل فى بلادهم ويدققون فى سعر كل شىء ، ومن يريد أن يعرف عن سلوك السياح يسأل المرشدين الذين يرافقونهم ويتلقون أسئلتهم ويراقبون إنفاقهم. وقد كنت أتصور بعض الجنسيات (لا أريد أن أسميها حتى لا يتصوروها اهانة وأنا حريص على كل سائح) من النوع الذين ينطبق عليهم وصف «لارج» ولكن المعلومات التى سمعتها أكدت لى أن معظمهم لا يخرج الدولار إلا بصعوبة وأن المصرى هو الأكرم بين السياح. وهذا صحيح ولكن ليس إلى درجة أن يبيعون له كوب الشاى بـ65 جنيها وشربة الماء بـ32 جنيها يا وزارة السياحة !