بقلم : صلاح منتصر
تحول كوبرى أكتوبر إلى طريق طويل لإعلانات مسلسلات رمضان بحيث يعتقد الغريب الذى يزور مصر أن شهر رمضان هو شهر التفرغ الكامل للفرجة على هذه المسلسلات التى تصل 35 مسلسلا بمعدل 35 ساعة يوميا أى يوم ونصف فى اليوم الواحد دون نوم . اختفت الإعلانات التجارية واحتلت إعلانات المسلسلات مكانها لجذب المشاهدين بهدف حصول كل مسلسل على أكبر نصيب من إعلانات المحمول والزيت والسمنة والبامبرز !
الدكتورة غادة والى وزيرة التأمينات صاحبة الهمة فى محاولة حماية شباب مصر من المخدرات وهو طريق يبدأ دائما بالسيجارة ولهذا فى الوقت الذى اختفى التدخين من الأفلام والمسلسلات الأجنبية وأصبح هناك ميثاق شرف بذلك ، على العكس زاد ظهور التدخين والشيشة وجلسات المخدرات فى أفلامنا ومسلسلاتنا المصرية حتى بدا أن هناك اتفاقا إعلانيا بين هذه الأفلام وشركات التدخين . وقد استعدت وزيرة التأمينات لهذه المسلسلات بتخصيص مرصد يتابعها ويعلن كل يوم خميس قائمتين ، واحدة بيضاء للأعمال التى حافظت على تقديم فن نظيف ، وأخرى سوداء تضم أسماء المسلسلات التى تزج بالسيجارة والشيشة والمخدرات دون أى وازع أخلاقى وهم بذلك يدمرون كل القيم .
وإلى جانب وزيرة التأمينات هناك المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برياسة الزميل القدير مكرم محمد أحمد وقد كشر عن أنيابه وأعلن أن جهازا متخصصا بالمجلس سيراقب المسلسلات ليسجل مدى حرصها على مراعاة القيم التى تعتبر حمايتها من اختصاص المجلس وله بحكم القانون أن يفرض عقوبات على البذاءات ولغة الحوار السوقية التى أصبحت مودة فى بعض الأعمال بحجة أنها الواقع الذى يحدث فى بعض الحوارى ، وقد يكون ذلك صحيحا ولكن لا يعنى ذلك أن تنتقل هذه الحوارى من مواقعها المحدودة إلى كل بيوتنا لتصبح المسلسلات هما يحمله الأب أو الأم لا تعرف من أين يأتى الخطر.
ألقيت نظرة على أسماء المسلسلات العديدة وقد اخترت مسلسل الجماعة ثقة فى كاتبه الأستاذ وحيد حامد ليكون مسلسلى الرئيسى خاصة أنه يذاع فى موعد مناسب هو العاشرة . ويبقى أن أختار مسلسلا احتياطيا الأمر الذى يحتاج المرور بالريموت بين القنوات حسب موعدى أنا لا موعدهم هم !