بقلم : صلاح منتصر
لا أعرف لماذا سيطرت على وأنا صغير فكرة أن حذاء الملك فاروق لابد أنه من الذهب وليس مثلنا من الجلد وإلا ماالفرق بينه وبيننا . أتيح لى أن أرى الملك فاروق عن قرب فى نادى الجزيرة وكنت بصحبة أحد الأصدقاء ، وكان فاروق يجلس مع شلة من أصحابه على مائدة أمام الليدو ، وقد اختبأت وراء شجرة أتذكرها كلما مررت عليها، ووقفت يومها أرقب الملك حتى غادر المكان وكانت المفاجأة عندما نظرت إلى حذائه فلم أجده من الذهب كما ظللت أتصور .
وبعد تنازله عن عرشه والكتب التى صدرت عنه وأهمها «فاروق الذى عرفته» لكريم ثابت مستشاره الصحفى قرأت أن أحذية فاروق كلها فيما عدا التى كان يلبسها مع الملابس الرسمية من نوع واحد ذى «نعل كريب» كان وقتها منتشرا وسطحها من الجلد المثقوب . وكانت ـ أحذية فاروق ـ إما سوداء للملابس القاتمة أو بنية للملابس الفاتحة أو بيضاء للملابس البيضاء ، وكان ـ يقول كريم ثابت ـ لا يحيد عنها صيفا أو شتاء لأنه كان يهمه الحذاء الذى يريحه .
انتهت من خيالى فكرة الحذاء الذهب إلى أن تذكرتها عندما قرأت مؤخرا أن مصمما إيطاليا للأحذية اسمه «أنطونيو فياترى» استطاع بعد محاولات استمرت ثمانية أشهر أن يتوصل لأول مرة إلى المزج بين الجلد الفاخر والذهب عيار، 24 وأن يصنع حذاء يحوى 230 جراما من الذهب فى شكل أشرطة وبالطبع فإن المصمم الإيطالى لا يصنع الحذاء إلا بالاتفاق وبعد تصوير قدم الزبون بالتكنولوجيا الرقمية ثلاثية الأبعاد بحيث يصبح الحذاء مع القدم جزءا واحدا مريحا ومنضبطا بالميللى .
ويقوم مصمم الأحذية الجواهرجى بعرض الحذاء الرجالى بسعر ابتدائى 25 ألف يورو والحريمى 30 ألف يورو بدون أى إضافات يطلبها الزبون، خصوصا بالنسبة للأحذية الحريمى التى يمكن أن يتجاوز سعرها المئة ألف يورو حسب الإضافات المطلوبة من الألماس أو أحجار كريمة .
وحسب ما قرأت فإن تسليم الحذاء لصاحبه يتم بواسطة طائرة هليكوبتر تهبط قريبا من عنوانه لتضمن وصول الحذاء فى أحسن حالة . هانت !!