بقلم: صلاح منتصر
لكل شىء نهاية، وقد آن لهذه الحلقات أن تصل محطة النهاية، وردى على السؤال المطروح بوضوح شديد هو أن أشرف مروان كان وطنيًّا مخلصًا لوطنه، تقدم للعمل فى مجال يعتبر على أعلى درجة من الخطورة، وبانتهاء هذا الدور لم يكن ممكنًا له إذا سئل أو حتى إذا اتهم أن يدافع عن نفسه ويقول إنه ضحك على إسرائيل وخدع جهاز مخابراتها القوى، ولهذا نلاحظ أن إسرائيل حاولت باستمرار تسليط الضوء على أشرف، وتشويه دوره حتى تخفى دور البطل الذى خدعهم. كان ضروريا أن تقلب الحقائق ليبدو مروان جاسوسًا، فأصدروا عنه بالذات دون مختلف الجواسيس الذين خدموا مصر عدة كتب، وأكثر من ذلك صوروه فيلمًا، لا لشىءٍ إلا لإثبات أنه لا أحد يستطيع أن يخدع إسرائيل، فالمعركة فى الحقيقة لم تكن بين أشرف مروان والموساد، وإنما بين الموساد والمخابرات المصرية.وأوجز ما سبق فى النقاط التالية، حتى يتبين الذين يريدون معرفة الحقائق والوقائع:1ـ العادة أن تبحث الدول عن العملاء الذين يختارونهم للعمل فى خدمتهم، وجميع الجواسيس الذين عملوا لمصلحة إسرائيل وخانوا وطنهم أوقعت بهم إسرائيل بعد أن تأكدت من صلاحية مواصفاتهم لخيانة وطنهم. الوحيد الذى ذهب وطرق باب إسرائيل وعرض نفسه عليهم هو أشرف مروان، وهذه نقطة تستوجب التفكير.2ـ إن البيئة التى نشأ فيها أشرف مروان، حيث والده لواء فى القوات المسلحة، وزوجته ابنة الزعيم الوطنى جمال عبدالناصر لا تنتج بالتأكيد خائنًا للوطن.3ـ لقد قيل إنه اختار هذا الطريق ليُرضى غروره، بينما مجال التجسس هو المجال الوحيد الذى لا يستطيع من يعمل فيه أن يفاخر به أو حتى يعلن عن عمله فيه، ولذلك عاش أشرف ومات دون أن يفتح فمه بكلمة عما قام به.4ـ كم كان يتقاضى أشرف مروان من الموساد نظير المعلومات التى قدمها لهم؟ مهما كانت هذه المبالغ، لقد كان ما يحصل عليه مروان من صفقات قام بها هو الذى صنع ثروته الكبيرة التى ساهمت فيها إسرائيل بنسبة ضئيلة جدا، وبالتالى لم تكن «الفلوس» غرض عمل مروان مع الموساد، فقد كان فى إمكان مروان أن يعطى الإسرائيليين!.5ـ علاقة أشرف مروان بالموساد استمرت نحو 20 سنة، فهل من المعقول أن أجهزة الرقابة فى مصر التى لابد أن تراقب شخصًا فى موقع مروان، إن لم يكن للتأكد من نشاطه فعلى الأقل لتأمينه، لم تعلم نشاطه بينما كان يذهب إلى الإسرائيليين هكذا حرًّا طليقًا دون أن يعترضه أو يكشفه أحد؟ علما بأن مروان لم يستخدم فى اتصالاته بالموساد الوسائل السرية التى يستخدمها عادة العملاء، بل كان يحمل الأوراق التى يذهب بها إلى مندوب الموساد ويسلمها له. فمن الذى كان يتولى تصوير هذه الملفات السرية لأشرف؟ هل كان يقف بنفسه على ماكينة التصوير ويتولى تصويرها خلسة؟