بقلم صلاح منتصر
فور التأكد من سقوط طائرة الركاب العسكرية الروسية في البحر الأسود وعليها 91 شخصا ، عددت روسيا أربعة أسباب للحادث هي : دخول جسم غريب في محرك الطائرة ، أو تزويد الطائرة بنوع سيئ من الوقود (!)، أو خطأ ارتكبه الطيار فى أثناء القيادة ، أو عطل فني أدي الي سقوط الطائرة .
وبذلك تكون أول ملاحظة علي حادث الطائرة استبعاد الارهاب كأحد الأسباب التي أدت الي اسقاط الطائرة رغم أن الإرهاب من أول الأسباب التي يجري التفكير فيها وراء أي حادث بصورة عامة ، في الوقت الذي يوجد لدي روسيا بالذات ما يثير الشكوك في أن الارهاب وراء الحادث .
فقبل أيام قليلة اخترق شاب لا يتجاوز عمره 22 سنة الأمن التركي وأطلق النار علي السفير الروسي في أنقرة في مشهد درامي بالغ الغرابة علي مرأي من زوار المعرض الذي كان السفير يتحدث اليهم . ولم يخفِ الشاب أسباب قتله السفير، لأنه راح يصرخ بعد أن قتله : تذكروا سوريا ..تذكروا حلب ، وبالتالي فتدخل روسيا في سوريا هو سبب قتل السفير ، فإذا عرفنا أن الطائرة الروسية المنكوبة كانت في طريقها الي سوريا سهل الربط بينها وبين الإرهاب ، ومع ذلك لم يرد احتمال الإرهاب علي لسان روسي بل علي العكس أعلنت روسيا استبعاد الإرهاب ، بينما في حادث الطائرة التي سقطت في شرم الشيخ منذ عام كان الارهاب هو الحاضر الأول بين كل الاحتمالات .
وقد نشرت وسائل الاعلام الروسية مقطعا صوتيا من الاتصالات الأخيرة التي كان يجريها طاقم الطائرة العسكرية تظهر حالة الهدوء التي كانت تسود قمرة القيادة مما يعكس أن سقوطا مفاجئا وقع.
الملاحظة الثانية عن الطائرة أنها كانت تقل فريقا موسيقيا يضم 68 شخصا كانوا ذاهبين الي قاعدة جوية للترفيه عن «جنود القاعدة الروسية الجوية في سوريا» في مناسبة السنة الجديدة ، ولنا أن نتساءل: اذا كان كل هذا العدد في فرقة موسيقية ، فكم عدد الطيارين والعاملين الروس في قاعدة «حميميم» الذين ذهبت الفرقة الموسيقية للترفيه عنهم في سوريا ؟!