بقلم صلاح منتصر
فى قائمة شخصيات عام 2016 تحتل منى السيد إبراهيم بدر بالتأكيد مكانا بارزا لكونها فتاة الشعب العاملة المكافحة التى استقبلها رئيس الجمهورية فى صالونه كنموذج للمرأة المصرية العاملة بشرف وإخلاص وودعها إلى باب السيارة التى كانت تنتظرها، وفتح لها باب السيارة، وبعد ذلك فى مؤتمر الشباب الشهرى الذى عقد فى «فندق الماسة» جلست «منى» إلى يمين الرئيس طوال المؤتمر، وعلى مائدة الغداء الذى توسط البرنامج كانت «منى» أيضا بجانب الرئيس الذى لاحظ بإنسانيته صعوبة تعاملها مع قطعة اللحم فى الطبق الذى وضع أمامها، فتولى بنفسه تقطيعها ليسهل لها تناولها.
تتبعت «منى» وحاولت الدخول إلى عقلها ومشاركتها أفكارها بعد أن وجدت نفسها تنتقل فجأة إلى «كوكب آخر» من عاملة مكافحة تصحو فوق «كنبة» تمثل كل سكنها وتفتح دولابا به قطعتا ملابس تدخل فيهما لتبدأ يومها فى جر «تريسكل» محمل بضعف وزنها لتمر طوال النهار على التجار ثم تعود ليلا إلى «كنبتها» فى بيت أخيها وزوجته لينتهى يوم فى انتظار يوم جديد متكرر .
اليوم أصبح لديها بمنحة من الرئيس شقة جديدة مجهزة ، لها فيها بعد أن تنتقل إليها مع أخيها وزوجته سرير فى حجرة مغلقة للمرة الأولى ، وسيارة ، ودنيا أخرى لم تعرفها ولهذا يصبح السؤال : أليس من المنطقى بل من الواجب مساعدتها على الانتقال نفسيا إلى هذه الحياة حتى تستطيع أن تتفهمها وتتعايش وتعمل وتنتج فى إطارها؟!
أتوجه بالسؤال إلى كبير الإخصائيين النفسيين الدكتور أحمد عكاشة وكيف يمكن أن تكون المساعدة للفتاة «منى» ليس على نموذج «سيندرلا والأمير»، وإنما كفتاة عاملة مكافحة لا تنسيها الأجواء الجديدة التى انتقلت إليها أن السبب فى ذلك هو تقدير دورها كعاملة مكافحة، وبالتالى فلا يجب أن يفصلها «نعيم الحاضر» عن كفاحها، وإنما أن تجمع بين حقها فى الحياة دون أن تتخلى عن دورها فى العمل والكفاح؟ قضية أظن أن «منى» تحتاج فيها إلى مساعدة !