بقلم : صلاح منتصر
قبل يومين من الانتخابات الرئاسية ، جرت فى الإسكندرية محاولة لاغتيال مدير أمن الإسكندرية ذهب ضحيتها جنديان بريئان لقيا ربهما وهما، شهيدان بإذن الله.
كان تصور الذين خططوا للعملية أن الخوف سيملأ النفوس ويجعل الناخبين يلزمون بيوتهم خوفا من الإرهاب ،لكن النتائج جاءت عكس ما خططوا له ، ففى مكان الحادث فى الإسكندرية توافدت أعداد كبيرة من الرجال والنساء غير مبالين أو خائفين ، بل على العكس انطلقت تصريحاتهم تخرج لسانها للإرهاب وتتحداه ، وسمعت كثيرين سيدات ورجالا يقولون بثقة : همه حيخوفونا مابنخافش ويعملوا اللى يقدروا عليه !
وفى أيام الانتخابات الثلاثة عاشت مصر مهرجانا رائعا تدفق فيه الملايين بأعداد فقأت عيون قوى الشر التى لم تستطع زعم التزوير فالطوابير التى شهدتها اللجان كانت شاهدة وموقف المرأة المصرية كان رائعا ،لكن كان لافتا الأعداد الكبيرة الباطلة ( 1.5 مليون صوت ) مما يسترعى الاهتمام لمعرفة هل هى عن جهل حقيقى من الناخبين ، أم عن تعمد ، وممن ؟ وإذا كانوا ضد السيسى فلماذا لم يعطوا أصواتهم لموسى ، وإذا كانوا ضد الإثنين فلماذا نزلوا أصلا ؟
الملاحظة المهمة التى أصبحت واضحة أن الشارع المصرى تغير كثيرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة ، وأنه بدلا من الخوف من تفجيرات الإرهاب ومنع التلاميذ من الذهاب إلى المدارس خوفا وقلقا كما كان يحدث ، أصبح الناس يعيشون حياتهم العادية حتى فى الأيام التى ينجح فيها الإرهاب ويرتكب جرائمه .يقول خبراء النفس إن الجندى الحديث عندما يذهب إلى الجبهة ويسمع صوت المدافع والطائرات يصاب فى البداية بالرعب ، ثم مع التعود على هذه الأصوات يصبح الأمر عاديا وتجده ينام ملء جفونه على أصوات المدافع لأنه تم تطعيمه بجو القتال وتحصينه من الخوف ، وهو ما أعتقد أنه حدث لملايين المصريين الذين لم يعودوا يخافون أو لا ينامون من القلق والخوف من مؤامرات الإرهاب . وهذا يعد تحديا كبيرا لقوى الشر والإرهاب الذين يعتمدون فى عملياتهم على بث الرعب والخوف فى نفوس الملايين ، لكنهم لم يعودوا يخافون !