بقلم : صلاح منتصر
انضمت أخيرا إلى قائمة العلماء المصريين الذين توفوا فى ظروف غريبة عن 49 سنة فقط الدكتورة منى بكر، التى وصفها أستاذها العالم الدكتور مصطفى السيد صاحب اختراع علاج السرطان بالذهب بأنها «ملكة النانوتكنولوجى» فى الشرق الأوسط.
وكلمة «نانو «تعنى بالإنجليزية الشىء المتناهى الصغر و مقياسها «النانوميتر « وهو مليار من المتر ، وبهذا المقياس يبلغ قطر شعرة رأس الإنسان 80 ألف نانوميتر .
وعلم النانوتكنولوجى بدأ فى النصف الثانى من القرن العشرين وتطور تطورا كبيرا خاصة فى الشرائح الصغيرة التى تحوى مليارات المعلومات إلى الروبوتات ، مما جعل النانوتكنولوجى أساس التطور هذا العصر . وبالتأكيد لم يسمع ملايين المصريين عن اسم الدكتورة منى بكر،لأنها لا تعمل فى الغناء ولم تمارس الرقص، بينما اسمها رغم سنها الصغيرة معروف ومتداول عالميا فى مجال أبحاث الليزر والنانو، فقد حصلت على أربعة براءات اختراع وكتبت 56 بحثا علميا نشرتها المجلات الدولية العلمية واستشهد بها الباحثون 1800 مرة مما جعلها تحتل عالميا رقم 20 فى قائمة علماء النانوتكنولوجى فى كل العالم .
حصلت منى الصعيدية ـ التى ولدت فى أسيوط ـ على الماجستير من جامعة أسيوط ـ وعلى الدكتوراه تحت إشراف العالم الدكتور مصطفى السيد فى الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا بولاية أتلانتا الأمريكية من 15 سنة فى سن 34.
وبعد ذلك انضمت إلى المعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة وكونت من خلال عملها مدرسة علمية ضمت 43 طالبا للدراسات العليا لتزويدهم بعلمها . ولأنها كانت تهدف إلى ربط تخصصها بالصناعة قامت بإدارة أول شركة فى مصر والعالم العربى لأبحاث النانو تكنولوجى .
تدهورت حالة منى الصحية فجأة عقب عودتها من مؤتمر علمى بالصين وألم فى ساقيها تطور إلى تورم باللون الأزرق تم تشخيصه بأنه مرض نادر أصاب المناعة استدعى جرعات « الكورتيزون « أثرت على تدهورها وتوقفت مسيرة عالمة شابة مصرية كنا ننتظر منها اختراعات جديدة فى علمها ، لتنضم إلى قائمة سميرة موسى ويحيى المشد وسعيد بدير وسلوى حبيب وغيرهم من علماء مصر الذين توفوا فى ظروف غريبة .. هل هى المصادفة ؟!