بقلم :صلاح منتصر
أخطأت قطر التقدير مرتين فى أقل من أسبوع ، المرة الأولى عندما عظمت بصورة كبيرة علاقتها مع أمريكا ، والمرة الثانية عندما قللت من ردود فعل دول التعاون وتصورت أن وجودها فى المجلس يسمح لها أن تفعل ماتريد.
العلاقات الأمريكية علاقات قوية بدون شك ولكن الذى فات قطر أن ملفها مع واشنطن أصبح فى درجة أقل بجانب ملف الإرهاب الذى يعتبره الرئيس الأمريكى ترامب عدوا يجب القضاء عليه حتى لو داس فى طريقه دولة مثل قطر . أما علاقات قطر مع دول مجلس التعاون الخليجى الذى مضى عليه 36 سنة ، فقد تأخرت هذه الدول كثيرا فى القرار الذى اتخذته مما أعطى قطر الإحساس بأن هذه الدول لا تقدر على معاداتها، واتخاذ مثل هذا القرار الذى يعنى عزل قطر ومواجهة فترة صعبة تنزل فيها قطر من إحساس المبالغة والوهم الذى تعيشه متصورة أنها دولة عظمى لا يستغنى عنها ، إلى دولة تعيش حجمها الحقيقى وتعرف أنها التى فى حاجة إلى جيرانها أكثر كثيرا من حاجة هؤلاء الجيران إليها !
كان الغريب شعور الفرحة الذى ساد ملايين المصريين فور سماعهم خبر قطع مصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. ورغم أن هناك نحو 300 ألف مصري يعملون فى قطر حسب تقدير السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الحجرة إلا أن إناء الصبر على ماتمارسه قطر ضد مصر كان قد امتلأ وفاض وطغى شعور الكرامة الوطنية على أى اعتبار آخر .
لم تشترك عمان والكويت عضويا مجلس التعاون فى قطع علاقتيهما . الأولى (عمان) لأنها دائما تقف على الحياد فى أزمات دول مجلس التعاون ، والثانية (الكويت) لأن المشهور عنها دور الوساطة الذى تقوم به فى الأزمات وتريد أن تبقى عليه .
وقد انحصرت أسباب قرار مصر والمملكة والإمارات والبحرين واليمن فى دعم قطر التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان ، وتدخلها فى شئون دول التعاون مما يستوجب أن تحمى هذه الدول أمنها من قطر .ماذا بعد ؟ بالنسبة للدول التى قطعت العلاقات مع قطر فقد قامت بالخطوة التى تأخرت كثيرا، وكما يقولون فى الشطرنج الدور الآن على قطر !