بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لم أكن أتصور حجم الغضب الذى تخفيه دول الخليج تجاه قطر إلا عندما تصفحت صحفها أخيرا . ومع أن هذه الدول وعلى رأسها المملكة السعودية تتميز بالصبر إلا أنه كما جاء فى عنوان صحيفة المدينة السعودية «قطر انتهى الصبر» وفى صحيفة مكة «يوم الحساب» أما صحيفة عكاظ فعنوانها «قطر الخيانة العظمى» وعنوان صحيفة الجزيرة «قطر بئر الخيانة» ، و«الخليج يغضب ويعزل قطر» عنوان صحيفة اليوم ، و«قطر تختار السقوط» عنوان صحيفة البلاد .
وكما ترى فإنه بينما فى مصر كنا لا نخفى رأينا سواء فى الإعلام أو فى أحاديث الرئيس السيسى وخطبه التى وجه فيها الاتهامات صراحة إلى قطر بتمويل الإرهاب طالبا محاكمتها ، فقد تمسكت دول الخليج بحبال الصبر خوفا بالتأكيد على مجلس التعاون الذى يجمعها مع قطر ، مما جعل قطر تتمادى فى ممارساتها العدوانية حتى انفجر البركان!
تبين مثلا أن قطر كانت شريكة فى تمثيلية تقوم بها المنظمات الإرهابية التى تقوم باختطاف بعض الأفراد وتطلب فدية كبيرة للإفراج عنهم ، فتتقدم قطر بادعاء الشهامة وتدفع مبالغ الفدية التى وصلت حسب تقدير صحيفة «فايننشيال تايمز» إلى مليار دولار ذهبت لدعم هذه المنظمات.
وتبين أن قطر كانت تلعب دورا كبيرا فى زعزعة الحكم فى البحرين لصالح إيران، وأنها كانت تدعم معارضى السعودية. والغريب أن اللغم الذى انفجر فى وجه قطر جاء من أميرها تميم الذى عاد من قمة الرياض وأطلق فى لحظة «نشوة» أو غيبوبة تصريحات هاجم فيها السعودية كما هاجم مصر لاعتبارها جماعة الإخوان إرهابية ! وعندما راحت السكرة وحاول الأمير تميم التحجج بأن تصريحاته مدسوسة عليه كان كل شىء قد وضح، وفى اتصالات سريعة بين الرياض والقاهرة وأبوظبى والبحرين، جاء قرار عزل قطر، وكان أول رد فعل للقرار تغريدة كتبها الرئيس الأمريكى ترامب يقول فيها: لقد قالوا لى فى قمة الرياض إنهم سيتخذون موقفا حاسما من تمويل الإرهاب، وكل الإشارات كانت تتجه صوب قطر. ربما يكون هذا بداية النهاية للرعب الذى يبثه الإرهاب !