بقلم : صلاح منتصر
كان الهدوء يسود مكان سرادق العزاء الذى راح الحاضرون فيه ينصتون بتعمق إلى صوت الشيخ القارئ عندما كسر الصمت صوت أغنية هيفاء وهبى «شيل الواوا حط الواوا».. احتاج الأمر بعض الوقت حتى تمكن الجالس إلى جوارى من دس يده فى جيبه وإخراج تليفونه المحمول وإسكات صوت الأغنية التى اختارها لتكون رنة تليفونه .. !
يخرج أى تليفون محمول من مصنعه حاملا عدة نغمات ليختار منها صاحب التليفون النغمة التى تكون رنة تليفونه عند الاتصال به.
فى بداية ظهور المحمول كانت نغمات الأجهزة هى السائدة، ولكن فجأة اكتسحت المنطقة تجارة جديدة اسمها تجارة اختيار الرنات التى قدمتها العديد من الشركات وقدمت فيها قوائم عديدة من مقدمات الأغانى وأحيانا الأفلام أو المواقف الشهيرة فى المسرحيات .. وهى ليست تجارة خاصة بالمنطقة العربية وإنما سبق ظهورها فى الدول الأخرى، وكانت الفكرة أساسا تمييز بعض تليفونات أفراد الأسرة حتى إذا علا رنين أحد التليفون بنغمته عرف صاحب التليفون المتحدث خاصة إذا كان تليفونه فى مكان بعيد عنه .. تطورت العملية وظهر جنون تغيير الرنات بحيث أصبح هناك من يقوم بتغيير رنة تليفونه مرة كل شهر وأحيانا كل أسبوع .. ولأن الأغانى الحديثة موسيقاها كلها صاخبة وراقصة فقد أثارت أصوات رناتها السخرية خاصة فى المواقف الجادة التى يكون فيها صاحب التليفون موجودا فى سرادق عزاء أو اجتماع مهم.
ولكن فى المقابل هناك الذين يختارون صوت أذان الصلاة ليكون رنة تليفونه مما يربك بعض الحاضرين الذين يتصورون حلول الصلاة!
غير ذلك ظهرت عملية قيام بعض الشركات باغتصاب أصحاب التليفونات وفرض أغانى على تليفوناتهم ترد على المتصلين دون أن يعرف عنها صاحب التليفون، وأخطر من ذلك لا يعرف كيف يمسحها . لكن السائد أن كل واحد أصبح يختار ما يريد دون اعتبار للآخرين وأن رنة تليفونه تزعج الكثيرين بل وتكشف لهم عن غرابة شخصية صاحبها خاصة إذا كان من محبى «شيلوا الواوا» !
المصدر:جريدة الأهرام