بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
العمليات الإرهابية البشعة التى تعرضت لها العاصمة البلجيكية (بروكسل) يوم الثلاثاء الماضى (22/3) فى مطارها الدولى وفى محطتين للمترو، شكلت طعنة فى قلب أوروبا بالمعنى الدقيق للكلمة.
فبلجيكا، بالرغم من أنها من اصغر دول اوروبا (11 مليون نسمة تقريبا) إلا ان عاصمتها تضم أهم مؤسسات الاتحاد الاوروبى مثل المفوضية الاوروبية ومجلس االاتحاد الاوروبى، ومجلس الوزراء الاوروبى..إلخ.
كما أن بلجيكا نفسها تحوطها هولندا وألمانيا ولوكسمبورج وفرنسا، ولذلك فإن استهداف بروكسل لم يكن أبدا عشوائيا، وأحدث صدى هائلا فى القارة كلها. وسقط 34 قتيلا وما يقرب من 140 جريحا من رجال ونساء وأطفال شاء حظهم العاثر أن يكونوا فى مرمى نيران الارهابيين.
وكان طبيعيا وإنسانيا أن تنهمر دموع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى فيديريكا موجيرنى قبل اختصار مؤتمر صحفى كانت تحضره فى الاردن.
وبسبب مصادفة وجود مفتى مصر د.شوقى علام فى البرلمان الاوروبى صبيحة نفس اليوم الذى وقعت فيه العملية الإرهابية، كان أول قيادة اسلامية كبيرة تندد بالعملية الارهابية على نحو حاسم وموفق وهو ما قابله الملك فيليب، ملك بلجيكا، بالشكر والتقدير من خلال مكالمة تليفونية لفضيلة المفتى.
غير أن تلك الأحداث كلها تذكرنا بالمسئولية الخاصة الواقعة على مصر، بلد الأزهر، للعب دور ريادى أكثر نشاطا فى مواجهة الارهاب المتدثر بالاسلام، وهى مسئولية أتصور أن تسهم فى تحملها مؤسسات مؤسسات المجتمع المدنى والاحزاب السياسية، ولا تنفرد بعبئها المؤسسات الرسمية..
مصر، دولة لها دور، وقيامها بدورها ــ وليس انكفاؤها على نفسها ــ هو الذى يسهم فى تقدمها وانتعاشها، وتعزيز مكانتها العربية والافريقية والاسلامية والمتوسطية.