د.أسامة الغزالى حرب
الكتاب الذى أعرضه هذا الاثنين هو (الصحافة والحكم) ضمن سلسلة كتاب الجمهورية (أكتوبر 2015 ) وقد أهداه إلى مؤلفه الكاتب الصحفى الكبير الاستاذ محمد العزبي. وجدت أكثر من صعوبة فى عرضه أولها أن رئيس تحرير السلسلة الاستاذ سيد حسين كتب له مقدمة ضافية رصينة يصعب منافستها!
وثانيا، لاننى اشعر بضعف خاص تجاه الجمهورية وكتابها فقد بدأت حياتى الصحفية فى جريدة الجمهورية فى اوائل 1972 كأحد محررى قسم الابحاث فيها والذى كان يرأسه الزميل الكبير الراحل فتحى عبدالفتاح وكان المفترض أن أعين فيها عندما كان يرأس مجلس ادارتها الاستاذ مصطفى بهجت بدوى ولكن اعتقالى فى 1975 بتهمة الانضمام للحزب الشيوعى المصرى اجل ذلك التعيين وبعد أن خرجت من المعتقل كان رئيس التحرير قد تغير ليحل محله الاستاذ محسن محمد فذهبت اليه اطلب تنفيذ قرار التعيين فقال لى بصراحة مدهشة (يا بنى لقد سمعت عنك كلاما طيبا: ولكنى اتيت إلى هذا المكان لكى أمنع تعيين امثالك فتركت المكان وقد اسودت الدنيا فى عينى لأتفرغ لانهاء رسالتى للماجستير ثم اتلقى الدعوة من زملائى الذين سبقونى للالتحاق بهم فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام.
غير أن الجمهورية كانت دائما عامرة بكتابها وصحافييها البارزين والمتميزين والذين يعد الاستاذ محمد العزبى متعه الله بالصحة والعافية من أبرز رموزهم وكتابته دائما نموذجا للكتابة الصحفية العميقة والممتعة معا. لقد دخلت الجمهورية وعمرى خمسة وعشرون عاما وفى وقتها كان الاستاذ محمد العزبى فى الاربعينيات كاتبا وصحفيا مرموقا وله مكانته الفريدة وهو الان يقدم فى ذلك الكتاب خلاصه انطباعته وافكاره عن شخصيات وقضايا من منطلق موضوعى نزيه يعبر عن الروح المهنية الصحفية كما يجب ان تكون بحثا عن الحقيقة والتزاما بالحياد الموضوعى الصارم ولان الكتاب مهم اردت ان اتحدث عنه اليوم ولكن لانه أيضا ممتع وشيق سوف أعود لقراءته والاستمتاع به على مهل بعد ان فحصته على عجل للعرض.