بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
زرت خلال حياتى المهنية الطويلة نحو أربعين بلدا فى العالم، وإذا أردت تصنيف تلك البلاد لقلت لك بسرعة وبشكل قاطع إن اليابان شىء، والعالم الباقى كله شىء آخر تماما.
والذين يتحدثون عن كوكب اليابان محقون تماما. وكثيرا ما قلت إن زيارتى لليابان كانت هى الوحيدة التى شعرت بعدها فعلا بصدمة حضارية، كما يقال! وردت إلى ذهنى تلك الخواطر وأنا أتابع الزيارة التى يقوم بها الرئيس الامريكى ترامب لليابان منذ السبت الماضى و المفترض أن تنتهى اليوم (الثلاثاء)، والتى كان بها أول زعيم أجنبى يستقبله إمبراطور اليابان الجديد ناروهيتو. وبالرغم من وجود قضايا أمنيه مهمة على جدول أعمال مباحثات ترامب مع رئيس الوزراء اليابانى آبى شينزو وفى مقدمتها البرنامج النووى لكوريا الشمالية، فإن ملف العلاقات التجارية هو الأهم فى الحقيقة.
مايريد ترامب من اليابانيين؟ يريد تدفق الاستثمارات اليابانية إلى الولايات المتحدة!
وقال ترامب إنه خفض الضريبة المفروضة على الشركات اليابانية..، فى حين نعلم أنه سبق أن هاجم بعنف (منذ نحو عشرين عاما، كرجل أعمال وليس كرئيس) المزايا التى كانت تتمتع بها اليابان فى التجارة مع الولايات المتحدة ! ولكن هناك اليوم وضعا مختلفا تماما مع الصين، فضلا عن أن اليابان فى التحليل الأخير تظل معتمدة سياسيا واقتصاديا على الولايات المتحدة، منذ الحرب العالمية الثانية.
الصين باقتصادها الهائل تمثل تحديا كبيرا للولايات المتحدة الأمر الذى دفع ترامب لفرض رسوم جمركية على البضائع الواردة للولايات المتحدة من الصين بقيمة مائتى مليار دولار هذا الشهر، وممهدا لفرض ضرائب اخرى بقيمة 300 مليار! وفى تغريدة أخيرة على تويتر قال ترامب: خسرنا الحرب التجارية قبل ثلاثين عاما، الآن بدا عصر جديد مشرق، عصر من البصيرة، لن نخسر اكثر!.
ترامب، بهذه السياسات الواقعية والمصلحية مع اليابان والصين، يكتسب شعبية أكثر و اكثر.