بقلم د.أسامة الغزالي حرب
ليست هذه هى المرة الأولى التى أتحدث فيها عن فضيلة الشيخ الجليل الإمام د. أحمد الطيب، وكانت آخر مرة يوم 21 فبراير، ولكنى أعاود هنا الحديث عن فضيلته، بناء على خبر قرأته فى الصفحة الأولى من «المصرى اليوم» صباح أمس(1/5) تحت عنوان«3 وقائع فى أسبوع تؤكد رد الاعتبار للإمام الأكبر« وهي: الاستقبال الحار الذى قوبل به الإمام الطيب فى الاحتفال بعيد العمال، وثانيا استقبال المشاركين فى مؤتمر الأزهر العالمى للبابا فرانسيس الأول يوم الجمعة الماضي، ثم ثالثا نفى الأمانة العامة لمجلس النواب لما تناولته بعض وسائل الإعلام عن عرض مشروعات بقوانين تعلق بالأزهر أو بشيخه.لقد شاءت الظروف أن أحظى بلقاء الشيخ الجليل مبكرا، عقب ثورة 25 يناير أكثر من مرة مع رؤساء الأحزاب والحركات السياسية التى شاركت فى الثورة والتى تمخضت فى النهاية عن وثيقة الأزهر، والتى كان الشيخ الجليل يعكف على إخراجها بكل همة ونشاط، وكانت بالفعل وثيقة تاريخية ترسم ملامح دولة وطنية ديمقراطية بالمعنى الكامل للكلمة. غير أن المشكلة لا تتعلق على الإطلاق بفضيلة شيخنا الجليل، وإنما تتعلق بقضيتين أعتقد أنهما يجب أن يحظيا بكل الاهتمام: الأولى، التسلل الإخوانى للأزهر، والذى نفذ بالذات من باب الكليات (المدنية!) إذا جاز هذا التعبير. لقد قلت من قبل أكثر من مرة إنه لا بد للأزهر من أن يستعيد دوره القديم والذى ارتبط بمعاهده الدينية الأصلية، التى شكلت هوية الأزهر كإحدى أقدم جامعات العالم وحمت دوما رسالة الدعوة الدينية من الاختطاف الإخوانى لها. والأخرى، قضية تطوير الخطاب الديني، التى تعنى فى الحقيقة العودة للعصور الذهبية للأزهركمنارة للإسلام الوسطى المستنير، الذى طورته مصر عبر القرون، من خلال أروقة الأزهر الخالدة!