بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
أرجو أن يتقبل الزميل والأخ العزيز الأستاذ أسامة سرايا تحيتى الحارة وتقديرى العميق وتأييدى الكامل بلا حدود للفكرة العبقرية التى طرحها صباح أمس الأول (27/8) فى مقالته بالأهرام تحت عنوان «الأوبرا وعودة القاهرة» أسامة يدعو إلى إعادة إنشاء دار الأوبرا فى نفس مكانها القديم فى قلب القاهرة الخديوية، والتى سوف نحتفل فى العام المقبل بمرور 150 عاما على إنشائها. ويقول - وأنا معه تماما- إن إنشاء دار للأوبرا فى العاصمة الإدارية الجديدة، لن يغنى القاهريين عن عودة الأوبرا التاريخية إلى مكانها، بل إننى أزيد عليه وأقول إن جوهر فكرة العاصمة الإدارية هو أن تتخفف القاهرة من أعبائها الإدارية ويعود إليها رونقها، وفى مقدمة ملامح تلك العودة إحياء وسط القاهرة الخديوية والتى كانت دار الأوبرا ترصع قلبها. يقول أسامة لسنا أقل من الأوروبيين الذين أعادوا بناء كل دور الأوبرا التى احترقت بعد الحرب.
وأؤيد هنا كلامه بما ثار من حديث فى النمسا عقب تعرض دار الأوبرا العريقة فيها للدمار فى غمار الحرب العالمية الثانية بسبب القصف الامريكى لها حيث ثار نقاش مطول حول ما ينبغى عمله بشأنها: هل ينبغى ترميمها وإصلاحها لتعود إلى حالتها الطبيعية فى نفس موقعها، أم تتم إزالتها بالكامل، وإعادة بنائها، سواء فى نفس مكانها أم فى مكان آخر. وكان القرار الذى اتخذ هو إعادة بناء دار الأوبرا كما كانت بالضبط، وكان ذلك هو ماتم بالفعل. غير أننى أؤيد أيضا بكل قوة دعوة اسامة لإعادة بناء الأوبرا باكتتاب من الشعب لا تدفع فيه الحكومة مليما، ليكون علامة على بعث المصريين، وعلى أنهم ليسوا أقل من الشعوب التى أعادت بناء دور الأوبرا لديهم. أكرر تحيتى ودعمى لفكرة أسامة سرايا فهى فى جوهرها ترتبط بحقيقة إمكانات مصر وقوتها الاساسية، أى قوتها الناعمة قوة الثقافة والفنون والأداب، والتى تقع فى قلبها فنون المسرح والأوبرا!