بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذا الموضوع سبق أن كتبت عنه أكثر من مرة، ولكنى أعاود اليوم الحديث فيه بعد أن قرأت مقالا ممتازا للدكتور سمير فرج (الأهرام 7/9) بعنوان «إمبراطورية الساحل الشمالى خسرتنا الملايين»، وهو نفس الموضوع الذى تناولته البرلمانية البارزة الأستاذة أنيسة حسونة (المصرى اليوم 9/9) تحت عنوان «فى جدوى القلاع الخرسانية على الساحل الشمالى»، واقول وأكرر إن الساحل الشمالى لمصر الممتد من غرب الإسكندرية إلى مرسى مطروح هو كنز هائل يخص الشعب المصرى كله، ولكنه سرق منه! وإذا كان الرئيس السيسى قد سبق أن طالب عن حق باستعادة أراضى الدولة المنهوبة فإننى أناشده اليوم استعادة أراضى الشعب المنهوبة. الساحل الشمالى هو ملك لمائة مليون مصرى، وليس من حق أحد أن يملكه لبضعة آلاف من الملاك، بواسطة عدد ممن يسمون مستثمرين أو رجال أعمال، يحصل الواحد منهم على قطعة من الشاطئ، كيف..لا أعرف، ويبنى عليها بضع فيلات و شقق يبيعها بالملايين.
حقا، إن بعض قرى الساحل تخص فئات مختلفة من الشعب (العمال، المهنيين، القوات المسلحة...إلخ)هذا شىء رائع، ولكن هذه نسبة محدودة بالقياس إلى القرى الأخرى التى امتدت امتدادا سرطانيا فى اتجاه الغرب دائما بعد العجمى وسيدى كرير، لتهرول الطبقات العليا من قرية إلى أخرى من مراقيا إلى مارابيلا إلى مارينا التى أصبحت شبه مدينة، ولكن سرعان ما دار الزمن لينتقل شاغلوها إلى ما هو جديد من قرى تطالعك أسماؤها الجديدة (والتى لابد وأن تكون أجنبية) كل يوم .أما مراقيا، فقد نظم ملاكها الشهر الماضى وقفة احتجاجية مثل وقفات سكان العشوائيات يحتجون فيها على تدهور أحوالها! إننى أضم صوتى إلى أصوات سمير فرج وأنيسة حسونة، وطبعا صوت مصطفى النجار لتحويل الساحل الشمالى إلى الاستثمار السياحى الفندقى، بكل مقوماته، على غرار مايحدث فى تونس وشواطئها العالمية.الساحل الشمالى كنز ينبغى ألا نفرط فيه أبدا.