بقلم :د.أسامة الغزالي حرب
هل زرت عزيزى القارئ مكتبة الإسكندرية؟ أغلب الظن أنك زرتها إما لأنك من سكان الإسكندرية وأردت أن تتعرف على هذا المنشأ العملاق فى الشاطبى قرب كليات لجامعة الإسكندرية، أو لأنك من المثقفين أو المهنيين الذين دعوا إلى بعض أنشطتها ، أو لأنك ببساطة ـ مثل آلاف الطلاب و الشباب الداخلين إليها ـ تريد الاطلاع على كتبها أو وسائطها العلمية العديدة و الثمينة. غير أننى أتمنى أن تتاح لك تلك الفرصة أيا كانت إقامتك فى مصر، فى الدلتا أو فى الصعيد، فى مدن القناة و سيناء أو فى مرسى مطروح والسلوم!...وأيا كانت مهنتك أو اهتماماتك.
أتمنى أن تكون مكتبة الإسكندرية على راس رحلات السياحة الداخلية فى مصر. لقد وردت تلك الخواطر إلى ذهنى بعد أن زرت المكتبة مساء الخميس الماضى بدعوة من مديرها الجديد د. مصطفى الفقي، مع نخبة متميزة من مثقفى مصر. كان اللقاء وديا وحميما ، طبعه د. الفقى بروحه المميزة، الصافية المرحة، وملاحظاته الذكية الثاقبة.الهدف من اللقاء كما تضمنتها دعوة د. الفقي، هو الحوار حول الأفكار والمقترحات المتعلقة بدور مكتبة الإسكندرية فى المستقبل ، والاستماع إلى وجهات النظر المتعددة، والإفادة من الأفكار التى تطرحها النخبة المثقفة. بعبارة أخرى فإن د. الفقى قدر أن توليه مهمة إدارة ذلك الصرح الثقافى و الحضارى الكبير ، بعد الإدارة المتميزة له طوال الأعوام الخمسة عشر الماضية للعالم المصرى الكبير إسماعيل سراج الدين، ليست مهمة هينة، فأراد أن يستشير وأن يستمع، بكل رحابة صدر لأراء مجموعة من النخبة المصرية المثقفة. وأعتقد أن الحاضرين لم يبخلوا عليه بأفكارهم ومقترحاتهم الثرية والمتنوعة. إنها بداية جادة وموفقة ومبشرة للمفكر والسياسى والدبلوماسى المرموق د. مصطفى الفقى فى إدارته لمكتبة الإسكندرية، وفتحا لآفاق جديدة لنشاطها ودورها الثقافى والتنويرى الكبير.